ساينس ألرت
يمكن أن توفر دراسة حالة لرجل أمريكي فقد الرؤية في عينه اليمنى لمدة يومين مزيدا من المعلومات حول كيفية عبث SARS-CoV-2 بجهاز المناعة لدينا بطرق تجعل الجسم يهاجم نفسه.
ومثل عشرات الآلاف من الأشخاص في الولايات المتحدة كل يوم، تم تشخيص إصابة مريض لم يذكر اسمه، في السبعينات من عمره ويعاني من سيلان الأنف. وبعد ثلاثة أسابيع قدم نفسه إلى المستشفى مع مجموعة أخرى كاملة من الأعراض.
وفي تقرير مفصل من قبل فريق صحي من كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا في نيويورك، تعافى الرجل من أسوأ نوباته من "كوفيد-19"، لكنه أصيب بصداع بعد أسبوع.
وسرعان ما تبع ذلك تلاشي الرؤية في عينه اليمنى، لدرجة أن أي حركة تتم بهذه العين تتسبب بألم شديد.
وحالات إعاقة الرؤية بعد عدوى SARS-CoV-2 ليست شائعة، ولم يُسمع عنها أيضا، مع عدد من تقارير الحالة التي تشير إلى روابط محتملة. وتبرز هذه الحالة في مجموعة الأعراض، بما في ذلك الصداع الشديد وعدم الراحة في العين نفسها.
وكشف التصوير المقطعي المحوسب بسرعة أن مصدر معاناة المريض هو التهاب الجيوب الأنفية الذي يمتد إلى الجانب الأيمن من وجهه. وكانت الحالة خطيرة للغاية، حيث تسببت في تآكل العظم نفسه، ما استلزم إجراء طارئا لإزالة أكبر قدر ممكن من المادة الملتهبة من كل تجويف.
وبدت الجراحة وكأنها استراتيجية ناجحة في البداية. لكن سرعان ما عاد الألم وساءت رؤيته مرة أخرى.
وأظهرت زراعة الأنسجة وجود بكتيريا تسمى Streptococcus constellatus. وعادة ما تعيش في الأمعاء وتجويف الفم، يمكن أن تتحول هذه البكتيريا البشرية الجيدة إلى ضارة بشكل خاص عند نقلها إلى مناطق أخرى من الجسم.
ومع ذلك، كان ينبغي للمضادات الحيوية أن تضع غطاء على شهية هذا الميكروب.
وكشفت التحقيقات الإضافية عن انتشار نوع نشط من خلايا الدم البيضاء خلسة، وهو نوع ينتج عادة جسما مضادا صغيرا غريبا يسمى IgG4.
وبعيدا عن الجسم المضاد النموذجي الخاص بك، فهو قادر على إعادة تجميع نفسه بطرق ذكية تحولها إلى خليط غير متماثل. كما أنها تشتهر بالتسبب في سلسلة من المشاكل الخاصة بها من خلال "الأمراض المرتبطة بـ IgG4" (gG4-RD)، وهي حالة من أمراض المناعة الذاتية يمكن أن تصيب أي جزء من الجسم تقريبا، ما يؤدي إلى حدوث الالتهابات والتسبب في كل أنواع الألم والبؤس في شكل آفات شديدة التليف.
ومع تشخيص التهاب الجيوب المرتبط بـ IgG4، تم إعطاء المريض دورة من الستيرويدات وسرعان ما عاد إلى الطريق نحو صحة جيدة ورؤية واضحة. وبعد ثلاثة أسابيع تعافى تماما.
ويترك هذا الاكتشاف سؤالا مثيرا للاهتمام: هل يمكن أن يكون لإصابة المريض بـSARS-CoV-2 دورا، أم أنها مجرد سلسلة من الأحداث غير ذات صلة، وإن كانت مؤسفة؟.
وهناك ارتباط محتمل. في حين أن سبب IgG4-RD غير معروف، فغالبا ما توجد أعداد كبيرة بشكل مثير للريبة من نوع آخر من الخلايا البيضاء معلقة حول آفات "الأمراض المرتبطة بـ IgG4"، تسمى الخلايا التائية السامة للخلايا CD4-RD.
وأوضح الخبراء: "نعلم أن SARS-CoV-2 هو العقل المدبر عندما يتعلق الأمر بالعبث باستجابتنا المناعية. ومع ذلك، حتى مع الأخذ في الاعتبار دراسة حالة طبية سابقة تشير إلى نفس الصلة المحتملة بين IgG4-RD وكوفيد-19، فمن السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات قوية بين المرضين".
وحتى الآن في هذا الوباء العالمي، مع وجود العديد من الحالات في متناول اليد، قد يكون من الصعب التمييز بين المصادفات النادرة بصرف النظر عن الروابط ذات المغزى.
ونُشر هذا البحث في مجلة JAMA Otolaryngology-Head & Neck Surgery.