أكد معاون وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشو رؤى، في كلمة له خلال مؤتمر عبر تقنية الـ "زوم" في شأن "تتبع منشأ فيروس كورونا"، أن "الصين والدول العربية ظلتا شريكتين مخلصتين تتبادلان التعاون القائم على المنفعة المشتركة، وتتشاركان في السراء والضراء. وفي السنتين الماضيين، في ظل التغيير الكبير الذي لم يشهده العالم منذ مئة سنة، والجائحة الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ مئة سنة أيضا، تتغلب العلاقات الصينية - العربية على الصعوبات وتتطور إلى الأمام في استمرار، حيث تستقبل العلاقات السياسية بين الجانبين آفاقا جديدة. وقد أصبحت مكافحة الجائحة بجهود موحدة بينهما قدوة".
وأضاف: "شهد التبادل والتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية تطورا مزدهرا، وانعقد الاجتماع الخاص لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية في تموز 2020 بنجاح كامل، وحضره عدد كبير من قادة الدول العربية، بما ارتقي بالعلاقات الحزبية الصينية - العربية إلى مستوى جديد".
واستطرد: "لقد امت أميركا وحفنة من الدول بتشويه الحقائق، انطلاقا من مسألة تتبع منشأ الفيروس، تجاهلا لاستنتاج تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية الذي يشير إلى أن تسرب الفيروس من المختبر أمر غير محتمل للغاية، فيما أصرت واشنطن على إثارة التسرب المختبري وغيرها من الأكاذيب القديمة".
وتابع المسؤول الصيني: "بحسب المعلومات الواردة في وسائل الإعلام، تعمل أجهزة المخابرات الأميركية الآن على اختلاق ما يسمي بتقرير التحقيق في شأن تتبع المنشأ، بغية تضليل الرأي العام ليشك في إمكان تسرب الفيروس من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات. ومن المرجح أن يصدر ما يسمى بالتقرير النهائي في نهاية آب الجاري، أي في هذه الأيام، فيعرب الجانب الصيني عن استيائه الشديد ورفضه القاطع لذلك. وكما تعرفون أن منذ ظهور الجائحة، إلتزم الجانب الصيني بمفهوم مجتمع الصحة المشتركة للبشرية، وقام بتبادل الخبرات والتجارب عن الوقاية والسيطرة على الجائحة أول بأول مع المجتمع الدولي، وقدم ما في وسعه من المساعدات للدول الأخرى لمكافحة الجائحة، وبادر بعملية أكبر من نوعها في العالم للتعاون في مجال اللقاح. ولغاية أواسط آب الجاري، قدمت الصين حوالي 800 مليون جرعة من اللقاح لأكثر من 100 دولة وبخاصة الدول النامية، ما قدم مساهمات بارزة في سبيل أمن الصحة العامة للعالم. وتولي الصين اهتماما بالغا بمسألة تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد في العالم، وتتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتتبع المنشأ منذ ظهور الجائحة، حيث قامت بالتقاسم بالتسلسل الجيني للفيروس في اللحظة الأولى، ووجهت الدعوة إلى خبراء المنظمة لزيارة الصين مرتين للقيام بتتبع المنشأ. وأصدرت منظمة الصحة العالمية في 30 آذار الماضي تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، حيث قدمت استنتاجات أكثر صدقية ومهنية وعلمية في شأن تتبع المنشأ. وتعمل الصين حاليا بخطوات حثيثة على تنفيذ توصيات تقرير البحث المشترك، كما وبادر الخبراء الصينيون بتقديم خطة صينية في شأن المرحلة الثانية من تتبع المنشأ".
وشدد على وجوب "أن يقوم العلماء دون غيرهم بأبحاث لتحديد المصدر الحيواني للفيروس وطرق انتقاله إلى الإنسان، ولا يحق لأي دولة تجاهل الأرواح وتسييس المسألة العلمية أو تشويه صورة الدول الأخرى ومهاجمتها من أجل مصالحها السياسية الخاصة".
وتابع: "من الضروري احترام وتنفيذ الاستنتاجات والتوصيات التي تم التوصل اليها في تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، ويتبناها المجتمع الدولي والأوساط العلمية، من جميع الأفرقاء بما فيهم منظمة الصحة العالمية".
وأكد أن الجانب الصيني "يدعم دائما النهج العلمي لتتبع المنشأ وسيواصل المشاركة فيه. ما يرفضه هو اتباع النهج السياسي في تتبع المنشأ، والتتبع الذي يخالف قرار مؤتمر الصحة العالمي، والتتبع الذي يبدأ من الجديد تخليا عن تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية للمرحلة الأولى".
وأضاف: "إن الولايات المتحدة الأميركية لم تجد أدلة حقيقية لما يسمى بـ (تسرب الفيروس من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات)، ولا دعما علميا، على رغم توظيف كامل طاقات إدارتها. وهي تتجاهل استنتاج تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، وتستند إلى المسؤولين أو المعلومات الاستخباراتية العارية من الصحة والأدلة، وتضخم ما يسمي بـ (تسرب الفيروس من معهد ووهان لعلم الفيروسات) في شكل عشوائي، وهذه التصرفات غير علمية ولا خلقية، وتهدف إلى توجيه التهم غير المبررة ضد الصين، وصرف الأنظار للتستر على حقيقة حالات الإصابة المبكرة والمختبرات البيولوجية المشبوهة. واستعراضا للتاريخ، بما فيه التحقيق الأممي للأسلحة في العراق، أثق بأن الأصدقاء العرب يعرفون جيدا ماذا تريد الولايات المتحدة الأميركية أن تفعل. وإن استمرار إثارة (تتبع منشأ الفيروس) يمكن استنزاف الموارد الديبلوماسية الصينية، وزيادة أوراق المساومة الأميركية مع الصين، والتحوط ضد النفوذ الصيني. وبلا شك، يضرب هذا مثلا آخر لتجاهل الولايات المتحدة الأميركية للعلم والحقائق وإصرارها على تسييس الجائحة ووصم الفيروس واستغلال مسألة تتبع المنشأ كأداة".