حصل عالمان طورا تقنية مستخدمة في لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) لـ"كوفيد-19" على جائزة قدرها 3 ملايين دولار.
وفي عامها العاشر، تُمنح "جوائز الاختراق" للباحثين الرائدين في مجالات الفيزياء الأساسية وعلوم الحياة والرياضيات. وتأتي كل جائزة مع مبالغ قدرها 3 ملايين دولار، مقدمة من الرعاة المؤسسين مثل سيرغي برين وبريسيلا تشان ومارك زوكربيرغ ويوري وجوليا ميلنر وآن وجسيكي.
وهذا العام، ستُمنح واحدة من ثلاث جوائز في فئة علوم الحياة إلى كاتالين كاريكو والدكتور درو وايزمان، اللذين أدى عملهما خلال العقود القليلة الماضية إلى تطوير التكنولوجيا اللازمة لإيصال الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) إلى الخلايا، ما يمهد الطريق للقاحات "كوفيد-19" اليوم، خاصة تلك التي تنتجها شركة " فايزر-بيونتيك" (Pfizer-BioNTech) و"موديرنا (Moderna).
وفي الأساس، اكتشف كل من كاريكو ووايزمان كيفية إسكات الإنذارات من الجهاز المناعي لفترة كافية حتى ينزلق الحمض النووي الريبوزي المرسال الاصطناعي إلى الخلايا، ويرسل الأوامر إلى الخلايا لصنع البروتينات، ويتم تفكيكه دون ضرر بمجرد تسليم هذه التعليمات. ومكنت هذه العملية من الحصول على لقاحات "كوفيد-19" التي تم إعطاؤها لأكثر من 360 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، وملايين آخرى في بلدان حول العالم، ويمكن أن تمهد التكنولوجيا الطريق للعلاجات الجينية وعلاجات السرطان، في المستقبل .
وكتبت The Breakthrough Foundation في بيان لها: "اللقاحات المبتكرة التي طورتها فايزر-بيونتيك وموديرنا، والتي أثبتت فعاليتها ضد الفيروس تعتمد على عقود من العمل من قبل كاتالين كاريكو ودرو وايزمان، اقتناعا منهم بوعد علاجات الحمض النووي الريبوزي المرسال على الرغم من الشكوك واسعة النطاق، فقد ابتكروا تقنية ليست حيوية فقط في مكافحة فيروس كورونا اليوم، ولكنها تحمل وعودا كبيرة للقاحات والعلاجات المستقبلية لمجموعة واسعة من الأمراض بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والسرطان وأمراض المناعة الذاتية والأمراض الوراثية".
وقال وايزمان، عالم المناعة وأستاذ أبحاث اللقاحات في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا، لموقع "لايف ساينس": "هناك إمكانات هائلة لمستقبل الحمض النووي الريبوزي المعدل".
على سبيل المثال، قبل جائحة الفيروس التاجي، أطلقت مجموعة وايزمان تجارب سريرية للقاحات mRNA للوقاية من الهربس التناسلي والإنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية.
وفي عام 2020، بدأوا العمل على لقاح شامل لفيروس كورونا قادر على التغلب على أي فيروس بيتا التاجي، والذي يعد SARS-CoV-2 مجرد مثال واحد منها. كما يعملون أيضا على العلاج الجيني القائم على الحمض النووي الريبي لفقر الدم المنجلي، والذي يستهدف الخلايا الجذعية لنخاع العظام.
وفي الوقت نفسه، تعمل كاريكو، الأستاذة المساعدة في جراحة الأعصاب بكلية بيرلمان للطب ونائب الرئيس الأول في شركة " بيونتيك" (BioNTech)، مع شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية لتطوير علاجات mRNA لمكافحة السرطان وأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد.