الخليج أونلاين
على قدم وساق تسارع دول الخليج العربي الوقت للوصول إلى المناعة الجماعية ضد فيروس كورونا؛ من خلال تطعيم أكبر عدد ممكن من السكان باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وتحقيق مناعة ضد المرض لدى نسبة كبيرة من المجتمع.
وتهدف دول الخليج العربي والعالم للوصول إلى تطعيم غالبية السكان؛ لتقليل فرص انتقال عدوى الفيروس من شخص لآخر، وخلق مجتمع محصن ومحمي ضد المرض.
وتحرص تلك الدول على تحصين مجتمعها بهدف العودة بشكل كامل إلى الحياة الطبيعية، ووقف جميع الإجراءات الاحترازية التي طبقت لمواجهة فيروس كورونا، والتي شكلت عبئاً كبيراً على الاقتصاد، وحياة السكان.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن المناعة الجماعية تعبر عن الحماية غير المباشرة من مرض معدٍ، والتي تتحقق عندما تكتسب مجموعة سكانية ما المناعة من ذلك المرض، إما عن طريق اللقاح أو الإصابة السابقة بالعدوى.
وتدعم منظمة الصحة العالمية تحقيق المناعة الجماعية عن طريق التطعيم، وليس بالسماح للمرض بالانتشار في أوساط أي شريحة سكانية؛ لما قد ينتج عن ذلك من حالات ووفيات.
الخيار الأنجع
المختص في العلوم الطبية والأحياء الدقيقة سامي خويطر، يؤكد أن المناعة الجماعية تعد الخيار الأنجع للدول في مواجهة الجائحة والتغلب عليها، وتقليل نسبة انتقال العدوى بين أفراد المجتمع.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" يقول خويطر: "في حال نجحت الدول في الوصول إلى الحد الأدنى من المناعة الاجتماعية أو الجماعية، فإنها ستنجح في الحد من انتشار المرضى وانتقال العدوى".
ويحكم الدول الوصول إلى المناعة الاجتماعية، وفق خويطر، عدة معايير؛ أبرزها عدد الأشخاص الذين يتلقون اللقاحات في اليوم، والنجاح في تكوين أجسام مضادة ضد العدوى.
ويضيف: "تعد فرص وصول دول الخليج إلى المناعة الاجتماعية أو الجماعية أسرع من الدول الأخرى؛ لكونها تمتلك الإمكانيات المالية التي تجعلها تستورد ملايين الجرعات من اللقاحات المختلفة عبر الطائرات ووسائل النقل الحديثة التي تمتلكها".
وفي حال وصلت تلك الدول إلى المناعة الاجتماعية، يوضح المختص في العلوم الطبية والأحياء الدقيقة أنها ستتمكن من العودة إلى حياتها الطبيعية بشكل كامل، وهو ما سينعكس على الاقتصاد، وأيضاً تخفيف الضغط على القطاع الصحي.
نجاح كويتي
بدأت الكويت حملة تطعيم مجانية ضد فيروس كورونا، في ديسمبر الماضي، وكانت الفئة الأولى التي استهدفتها كبار السن والعاملين في القطاع الصحي، ثم وصلت إلى غالبية فئات المجتمع.
وفي وقت قياسي نجحت الكويت في تطعيم عدد كبير من سكانها، حيث وصلت إلى تطعيم 2% من السكان يومياً، وفقاً لبيانات وزارة الصحة المحلية، وهو ما يجعلها تقترب بسرعة من تحقيق المناعة الجماعية.
واعتمدت الكويت في التطعيم لقاحات "فايزر-بيونتيك"، وأسترازينيكا (أكسفورد)، وموديرنا، وجونسون آند جونسون، وأجازت مؤخراً دواء "سوتروفيماب" لمرضى كورونا.
وفي هذا السياق يؤكد وزير الصحة الكويتي، الشيخ باسل الصباح، قرب وصول نسبة تطعيم سكان الكويت بلقاح فيروس "كورونا" إلى 100%.
وبحسب ما أوردت صحيفة "القبس" المحلية، الخميس 9 سبتمبر، فإن نسبة التطعيم المضاد لـ"كوفيد 19" في الكويت تخطت نسبة 70%، وستصل إلى 100% قريباً.
وتؤكد الجهات الصحية في الكويت، وفقاً لما نقلته صحيفة "الجريدة" المحلية، نقلاً عن مصادر صحية مطلعة، الأحد 12 سبتمبر الجاري، أن أكثر من 70% من السكان البالغ عددهم نحو 4.5 مليون نسمة تلقوا اللقاح المضاد للفيروس التاجي، وهو ما يقرب البلاد من الوصول إلى المناعة الجماعية.
ونقلت صحيفة كويتية عن عضو لجنة اللقاحات في البلاد، خالد السعيد، أن البلاد اقتربت من المناعة الجماعية خلال 9 شهور من تقديم اللقاح.
وقال "السعيد" في تصريح لصحيفة "الأنباء" المحلية، الثلاثاء 24 أغسطس الماضي، إن البلاد تقترب من نسبة المناعة الجماعية؛ بسبب اعتمادها على اللقاحات المعتمدة، ومواجهة الضغوط لاستخدام لقاحات قليلة الفاعلية، حيث تعاقدت الحكومة الكويتية لجلب جرعات تكفي جميع السكان وأخرى منشطة للمستحقين.
أرقام قياسية في البحرين
حققت البحرين تقدماً قياسياً في تطعيم سكانها في اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، حيث أعلنت، الأربعاء 1 سبتمبر، أن نحو 91% من سكان البحرين حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح، و87% حصلوا على الجرعتين، وهو ما يجعلها تصل إلى المناعة الجماعية.
وتجيز البحرين 6 لقاحات في عملية التحصين ضد كورونا؛ وهي: "فايزر -بيونتيك"، و"جونسون آند جونسون"، و"أسترازينيكا"، و"سينوفارم"، إضافة إلى لقاحي "سبوتنيك في" و"سبوتنيك لايت" الروسيين.
وسبق أن أعلنت البحرين تطعيم مليون شخص بجرعتين من اللقاحات يمثلون 80% من سكان المملكة المؤهلين لأخذ التطعيم ضمن الحملة الوطنية للتطعيم.
الإمارات
الإمارات تعد من أكثر دول الخليج والعالم تقديماً للقاحات كورونا، حيث أظهرت البيانات الرسمية لوزارة الصحة، السبت 11 سبتمبر الجاري، أن مجموع الجرعات التي قدمت بلغ 18,876,969 جرعة، بمعدل توزيع 190.86 جرعة لكل 100 شخص، لتصل النسبة إلى 90.17% من إجمالي السكان تلقوا جرعة أولى، و78.98% تلقوا جرعتين.
وشاركت الإمارات في عمليات التجارب السريرية للقاحين الروسي والصيني، وبدأت منذ الربع الأخير من العام الماضي تسريع عملية تطعيم السكان عبر أربعة لقاحات جرى اعتمادها.
ومؤخراً قررت الحكومة إعطاء جرعات إضافية بعد أشهر عدة من اللقاحات الأصلية من شأنها تعزيز المناعة ضد سلالات الفيروس المُعدية، خصوصاً في ظل انتشار الفيروس وظهور سلالات جديدة.
كما قررت البدء بتطعيم من هم دون الـ18 بلقاح "فايزر-بيونتيك" المخصص لهذه الفئة العمرية؛ أملاً في تسريع عملية احتواء الوباء الذي ألحق بها أضراراً اقتصادية جسيمة.
أيضاً أعلنت إمارة أبوظبي عاصمة الإمارات، في نهاية أغسطس الماضي، وجوب تلقي الأفراد الحاصلين على لقاح سينوفارم الصيني جرعة ثالثة معززة حتى تبقى حالتهم خضراء في تطبيق "الحصن" الحكومي.
قطر
قطر بدورها تقترب من تطعيم غالبية سكانها بفضل نجاحها بتقديم أكثر من 4 ملايين و232 ألفاً و6 جرعات من اللقاحات لأفراد المجتمع، منذ بداية برنامج التطعيم.
وتظهر آخر إحصائية لوزارة الصحة القطرية، في 22 أغسطس الماضي، تطعيم 90% من السكان المؤهلين لتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في دولة قطر (12 عاماً فما فوق) حصلوا على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
وأعطت وزارة الصحة القطرية 4504557 جرعة لأفراد المجتمع، منذ بدء الحملة الوطنية للتطعيم في البلاد، نهاية 2020، وهو ما يعد رقماً قياسياً.
السعودية
السعودية أيضاً تسابق الوقت من أجل تطعيم أكبر عدد ممكن من سكانها، حيث نجحت في تقديم أكثر من 39 مليون جرعة مضادة لفيروس كورونا، أعطيت عبر أكثر من 587 موقعاً بكافة أرجاء المملكة، وفقاً لآخر إحصائيات وزارة الصحة، وفقاً لإحصائية صادرة، الجمعة 10 سبتمبر الجاري.
وحسب بيانات الصحة السعودية حصل أكثر من 13 مليون شخص من سكان المملكة على جرعتين من اللقاحات المعتمدة في المملكة المضادة لفيروس كورونا المستجد.
وتتوقع المملكة تطعيم 70% من السكان، خلال أكتوبر المقبل، مع تقديم أكثر من 246.700 جرعة يومياً، بواقع 93.7 جرعة لكل 100 شخص.
وبدأت حملة التطعيم في السعودية في ديسمبر الماضي، ونجحت وزارة الصحة في إحداث حالة من القبول لدى سكانها للحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وتعتمد السعودية 4 لقاحات؛ وهي: فايزر بيونتيك، وأكسفورد أسترازينيكا، وجونسون آند جونسون، وموديرنا، ولم يُعتمد التطعيم بلقاحي سينوفارم، وسينوفاك داخل المملكة.
سلطنة عُمان
سلطنة عُمان نجحت أيضاً في الوصول إلى نسبة 70% من المستهدفين بالتطعيم بلقاحات مرض فيروس كورونا، وهو ما يعني أنها تقترب من الوصول إلى المناعة الاجتماعية.
ووفق الأرقام الرسمية الصادرة، الاثنين 6 سبتمبر، بلغ إجمالي جرعات لقاحات كورونا التي أعطيت بالسلطنة 1,443,886 مليون شخص حصلوا على الجرعتين من لقاح كورونا.
وتعتمد السلطنة 8 لقاحات ضد كورونا وهي: "فايزر - بيونيك، وأكسفورد أسترازينيكا، وموديرنا، وسينوفاك، وسبوتنيك، وجونسون آند جونسون، وساينوفارم، وكوشفيلد أسترازينكا المُصنع في الهند".