قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أبلغه خلال زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى بيروت، بعجزه عن توفير أدوية أساسية خاصة به، لاختفائها من الأسواق.
واستعرض تيدروس خلال مؤتمرٍ صحافي افتراضي، أمس (الخميس)، عقده بالتعاون بين المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بالقاهرة، والمكتب الرئيسي في جنيف، تفاصيل هذه الزيارة التي قام بها إلى بيروت بصحبة أحمد المنظري، مدير إقليم شرق المتوسط.
وقال غيبريسوس إن لبنان يواجه أزمة سياسية واقتصادية حادة تسببت في مغادرة الأطباء، حيث هاجر 200 ألف طبيب و1500 ممرض وممرضة، وهو ما يجعل النظام الصحي في وضع شديد الصعوبة، لا سيما في ظل وجود جائحة «كوفيد - 19».
وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية تسببت في نقص حاد وواضح في الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء اللبناني إلى الشكوى، من أنه شخصياً عجز عن توفير بعض الأدوية الأساسية.
وكما هو الحال في لبنان، أوضح أن هؤلاء الممرضات يمثلن عدداً قليلاً ممن قررن الاستمرار في العمل رغم هذه التحديات، مشيراً إلى أن أفغانستان شهدت أيضاً «هجرة العقول»، وهو ما يزيد من العبء على نظام صحي هش بالفعل.
من جانبه، وصف المنظري، النظم الصحية في لبنان بأنها «أوشكت على الانهيار»، مشيراً إلى أن العاملين الصحيين تحت ضغط هائل، والسكان يواجهون صعوبات جمة.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة إن الأطباء أبلغوهم خلال الزيارة أن نقص الإمدادات يجعلهم غالباً ما يضطرون إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن اختيار المرضى الذين يتعين علاجهم.
ولفت المنظري إلى أن الانخفاض الحاد في قيمة العملة بلبنان جعل المرتبات الشهرية للموظفين الصحيين لا تتجاوز نسبة ضئيلة مما كانوا يتقاضونه منذ عام، كما أن نقص الوقود هناك يؤثر على النظام الصحي أيضاً.
وقال: «بما أن أكثر من 55% من سكان البلد يعيشون تحت خط الفقر، فإن هذا الوضع يزيد بدرجة كبيرة من مخاطر المضاعفات الطبية الناجمة عن الأمراض المزمنة بالنسبة إلى المرضى الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج أو الحصول عليه».
وأشار المنظري إلى أن «الأشخاص الذين يقع على عاتقهم الكثير من المطالب المتنافسة والضغوطات في البلاد، لا يرون (كوفيد – 19) من نفس منظور البلدان الأكثر استقراراً... رأينا خلال الزيارة التزاماً محدوداً بارتداء الكمامات وبغيرها من التدابير الوقائية، مما يثير المخاوف بشأن تزايد انتقال العدوى في الأشهر المقبلة، وبخاصة عندما نعلم أن متحور (دلتا) آخذ في الانتشار في البلاد».
وكرر المنظري دعوته أكثر من مرة إلى «اعتبار الصحة حقاً محايداً بعيداً عن التغيرات السياسية» في كلا البلدين، وقال: «تتغير القيادات والأنظمة وتبقى الشعوب لم تتغير، وهذه الشعوب بحاجة لمن يهتم بأمرها».
في سياق متصل، قالت إيمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إنه «رغم الأزمات التي تمر بها لبنان، إلا أنها استطاعت حتى الآن الوصول إلى نسبة 30% من التغطية بلقاحات (كوفيد - 19)، ومن المقرر أن تبلغ 40% قريباً، مشيرة إلى أن ذلك ساعد إلى حد كبير في انخفاض عدد الوفيات والإصابات.
وأشارت إلى الدعم الذي تلقته أنشطة المنظمة في لبنان من بعض الدول المانحة، وقالت رداً على سؤال بشأن الدعم الكويتي، إنه كان دعماً مهماً تم استغلاله في تعزيز عدد الفحوصات الخاصة بـ«كوفيد - 19» وإعادة تأهيل (مستودع الكرنتينا الطبي) في بيروت.