جريدة الأخبار اللبنانية
اليوم، يقترب الجواب من الـ«نعم»، إذا ما أخذنا في الاعتبار ثلاثة مؤشرات أساسية قادرة على قياس مسار فيروس «كورونا» في البلاد. في مقدمها، تأتي حملات التلقيح التي تقوم بها وزارة الصحة العامة، والتي تسير اليوم بوتيرة أسرع، سواء في الوقت أو في الفئات العمرية المستهدفة. وتأتي ثانياً «التعزيزات» باللقاحات الواصلة من الخارج، والمؤشر الثالث يتعلق بوضع فيروس كورونا في البلاد، سواء بالنسبة لأعداد الإصابات والوفيات، كما أعداد حالات الاستشفاء.في ما يخص المؤشر الأول، ثمة اطمئنان اليوم إلى عملية التلقيح التي تسير «بالشكل المتوقع»، يقول رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، معتبراً أن «المناعة المجتمعية تزيد يوماً بعد آخر». وإذ يشير إلى أن أعداد الملقحين بجرعةٍ واحدة قد فاق الـ30في المئة، إلا أنه من الناحية الأخرى يسند هذا الرقم «نسبة لا بأس بها من الذين أصيبوا بكورونا واكتسبوا مناعة طبيعية»، متوقعاً أن تسير الأمور في الأيام والأسابيع المقبلة بشكلٍ أفضل، مع وصول كمية من اللقاحات الحديثة من أميركا وبريطانيا وغيرهما، ولا سيما لقاحات فايزر واسترازينيكا وجونسون أند جونسون، وعندها «من المتوقع أن تزيد نسب الممنّعين أكثر».
أما بالنسبة إلى الشرائح العمرية التي تطالها عملية التلقيح، فالعامل الإيجابي اليوم أن فئاتٍ عمرية جديدة دخلت عملية التمنيع، خصوصاً مع إقرار دخول الفئة العمرية من 12 سنة إلى 18 سنة، وهي أكثر الفئات حركة. وفي هذا السياق، يشير القيمون على عمل منصة اللقاح الإلكترونية إلى أنه خلال الشهرين الماضي والجاري، بلغ عدد المسجلين على المنصة ضمن هذه الفئة 92 ألفاً، بمعدل 2000 طلب تسجيل يومياً. ومن هذه النسب، جرى تلقيح ما يقرب من 40 ألفاً منهم. مع ذلك، كان المتوقع أن تكون النسبة أعلى ضمن هذه الفئة العمرية، إلا أنه بحسب البزري، ثمة «قلق لدى بعض الأهالي على أطفالهم من مفاعيل اللقاحات وآثارها الجانبية، ولذلك غالباً ما نواجه أسئلة من نوع هل يمكن أن يؤذي اللقاح الأطفال. وهذا أمر طبيعي».
في ثالث المؤشرات، يمكن الحديث عن عدّاد كورونا الذي بدأ منذ نحو أسبوعين مساراً تنازلياً، فانخفضت أعداد المصابين والمتوفين، وأعداد الحالات التي تحتاج إلى الاستشفاء والتي تعدّ المؤشر الأبرز ضمن العداد. وفي هذا الإطار، انخفضت نسبة الذين يحتاجون إلى الاستشفاء إلى حدود 283 حالة. واللافت هنا أن 84 في المئة من هذه الحالات هي لأشخاصٍ لم يحصلوا على اللقاحات بعد. وهذا «يعني أن اللقاح يحمي»، يقول البزري.
مع ذلك، ليست هذه المؤشرات كافية للوصول إلى بر الأمان، فانتكاسة واحدة قد تعيد الفيروس إلى نقطة اللاعودة، ولعلّ من أبرز التحديات مسألة العودة إلى المدارس. وقد شهدت هذه العودة تسجيل بعض الإصابات في المستشفيات، ما يدفع إلى التساؤل عن الإجراءات التي تتخذها المدارس عند حدوث العدوى، وهو ما ليس واضحاً إلى الآن. كما أن ثمة خوفاً من انتقال العدوى بسرعة بين الأساتذة، ويقترن هذا الخوف بكون نحو 40 في المئة من الأساتذة لم يتلقوا اللقاح أو لم يرغبوا بتلقيه. فهل تشهد «كورونا» عودتها إلى الذروة من صفوف المدارس؟