توفي وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول جراء مضاعفات «كوفيد - 19»، رغم أنه تم تطعيمه بالكامل ضد الفيروس، وفقاً لما ذكرته أسرته، وهو الأمر الذي أثار تساؤل كثير من الأشخاص حول مدى فاعلية اللقاحات.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، يشعر مسؤولو الصحة بالقلق من أن النشطاء المناهضين للتطعيم سوف يستغلون وفاة باول للترويج لفكرة أن اللقاحات لا تعمل.
وفي هذا السياق، تحدثت «سي إن إن» مع الدكتورة لينا وين، طبيبة طوارئ وأستاذة السياسة الصحية والإدارة في معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، عن أسباب موت بعض الملقحين بالكامل بسبب فيروس كورونا، وشكوك البعض في أن ذلك قد يعني عدم فاعلية التطعيمات.
وقالت وين: «عند مناقشة الأمور المتعلقة بفاعلية اللقاحات، علينا أن نصب تركيزنا أولاً على العلم وما تظهره الأبحاث والدراسات».
وأضافت: «لقد أظهرت الدراسات بالفعل أن لقاحات كورونا فعالة بشكل غير عادي في الوقاية من الفيروس وأعراضه الشديدة. وتظهر أحدث البيانات الصادرة عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن اللقاحات تقلل من احتمالية الإصابة بكورونا بمقدار ستة أضعاف ومن احتمالية الوفاة بسببه بمقدار 11 ضعفاً».
وتابعت وين: «هذه النتائج تظهر أن التطعيم ممتاز حقاً. ومع ذلك، فإن اللقاحات لا تحميك بنسبة 100 في المائة. في الحقيقة، لا يوجد علاج طبي فعال بنسبة 100 في المائة. وهذا لا يعني أن اللقاح لا يعمل، أو أنه لا يجب عليك تلقيه».
وأكملت: «لنفترض أن أحد المصابين بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري يتبع نظاماً غذائياً صحياً ويمارس الرياضة كثيراً، لكنه لا يزال يعاني من المشكلات الصحية نفسها، فهل هذا يعني أن النظم الغذائية والتمارين الرياضية ليست جيدة في العموم؟ بالطبع لا».
وأكدت وين أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة لتطوير مضاعفات خطيرة للفيروس بعد التطعيم مقارنة بغيرها.
وأوضحت قائلة: «نحن نعلم أن الأشخاص الأكبر سناً والذين يعانون من بعض المشكلات الصحية والأمراض المزمنة هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض الفيروس الخطيرة أو الموت بسببه».
وتابعت: «هذا تماماً ما حدث في حالة كولن باول، حيث إنه كان يعاني من مرض السرطان الذي أثر على مناعته بشكل كبير، ووضعه ضمن الفئات المعرضة للخطر. هذا إلى جانب تقدمه في العمر، الأمر الذي زاد الأمور سوءاً».
وأكدت وين أن معاناة الأشخاص من أمراض مزمنة وضعف مناعتهم أحد أسباب التوصية بتلقي الجرعات المعززة.
ولفتت الطبيبة الأميركية أيضاً إلى أن إصرار البعض على عدم تلقي اللقاح هو السبب في استمرار الإصابات بالفيروس والموت جراؤه.
وأوضحت قائلة: «فكر في لقاح كورونا على أنه معطف واقٍ من المطر، إنه يعمل جيداً لحمايتك من الأمطار العادية، ولكن إذا كنت في عاصفة رعدية ثم حدث إعصار، فهناك فرصة أكبر بكثير لأن يبتل جسمك. هذا لا يعني أن معطفك الواقي من المطر معيب. هذا يعني أنك محاط بطقس سيئ، والمعطف وحده قد لا يحميك».
وأكملت: «إذا كنت محاطاً بالفيروس من عدة جوانب، فهذا يزيد من فرصتك بالإصابة. المشكلة ليست في اللقاح بل في انتشار الفيروس من حولك نتيجة إصرار البعض على عدم تلقي التطعيم».
وأكدت وين أنه في نهاية المطاف، فإن مفتاح الحد من مخاطر إصابة الأشخاص بكورونا وبمضاعفاته الخطيرة والحل الأمثل الوحيد لإنهاء الوباء هو تطعيم الجميع.
يذكر أن إجمالي عدد اللقاحات المضادة لكورونا التي جرى إعطاؤها في أنحاء العالم وصل إلى ستة مليارات و654 مليون جرعة حتى الآن.