موقع "العهد" الإخباري
طمأن رئيس اللّجنة الوطنيّة لإدارة لقاح كورونا، الدكتور عبد الرحمن البزري، اللّبنانيين إلى أنّ الإرتفاع في أعداد الإصابات والوفيّات خلال اليومين الماضيين لا يعتبر تحوّلًا، مشدّدًا على ضرورة أخذ الجرعات اللّازمة من اللّقاحات، وداعيًا إلى الإلتزام بالمزيد من الإجراءات والإحتياطات لمنع انتشار هذا الفيروس ومتحوّراته.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، قال البزري إنّه "لا يمكن القول أنّ الإصابات ارتفعت بشكلٍ ملحوظ، بل أنّ العدد يستقر على بعض مئات والوفيات بين 6 إلى 8 يوميًا، ونحن في مرحلة الإنتشار المجتمعي بين المرحلتين الثانية والثالثة".
وذكّر أنّه في فترة معيّنة وصلنا إلى المرحلة الأولى وكان الوضع أفضل بكثير، كما ذكّر "بأنّنا ندفع ثمن موسم الصيف قليلًا، حتى أنّ التّوقعات كانت تذهب نحو الأسوأ بموضوع تأثير الصيف"، مضيفًا أنّ اليوم يأتي فتح المدارس، كما أنّ لدى الناس استخفاف بالإجراءات، وهم بالأصل لم يتّبعوا النّصائح والأمور المطلوبة.
ونبّه إلى أنّ هناك موسم أعياد مقبل، ولكي لا يصيبنا ما أصابنا في موسم الأعياد السابق، ينبغي علينا القيام بعدّة إجراءات أساسية، أهمها زيادة نسبة التّلقيح بالجرعة الأولى لمن لم يتلقّ أيّ جرعة، وأخذ الجرعة الثانية لمن أخذ الأولى، ومن يُطلب منه أن يتلقّى الجرعة الثالثة عليه أن يأخذها، إضافة إلى القيام بالإحتياطات الإضافية، متمنيًا أن يكون لموسم الأعياد آثار إيجابية على الاقتصاد والسياحة وفي نفس الوقت التّخفيف من آثاره السلبية صحيًا.
البزري فضّل عدم التشاؤم، مشيرًا إلى أنّنا "نعرف أين هي المكامن التي يتسلّل منها الفيروس، وأنّ المدارس هي إحداها"، مشدّدًا على أنّه "مع الإبقاء على المدارس مفتوحة"، داعيًا "المتردّدين من الجهاز التعليمي ممّن لم يأخذوا اللّقاح بعد بالإقبال على التلقيح".
ولفت إلى أنّ الناس بات لديها نوع من التعايش مع كوفيد-19، منوّهًا إلى أنّ التّعايش مع هذا الفيروس يكون بأخذ الإحتياطات، وأنّ من أخذ لقاحين أو ثلاثة لا يسقط عنه شروط الوقاية والعزل.
وتحدّث البزري عن الجرعة الثّالثة التي بدأ الحديث عنها منذ عدّة أشهر، وقد بدأت العديد من الدّول بأخذها، مشيرًا إلى أنّ سبب تناول هذه الجرعة هي أنّ المناعة مع الوقت تضعف، والأجسام المضادّة التي استفزّها اللّقاح لكي تظهر، فهي تضعف مع الوقت، فيأتي دور هذه الجرعة كدافع ومعزّز للمناعة.
وينصح البزري بعض الأشخاص الذين بالأصل لديهم مناعة ضعيفة بأخذ الجرعة الثالثة إن عُرضت عليهم، مفضًّلا أن تُعطى هذه الجرعة لمن هم في أعمال أو مهن ويتعرّضون أكثر من غيرهم للإصابة، وأن تكون هذه الجرعة بعد 6 أشهر من الجرعة الثانية، لافتًا إلى استدعاء المسنين حاليًا، ومع الوقت يتمّ استدعاء المزيد.
وتحدّث البزري عن جواز السفر اللّقاحي أو الطبّي، مُعلنًا عن بشرى سارّة للبنانيين، حيث أنّ بريطانيا اعترفت بالـ QR اللبناني، ولم يعد المواطن اللبناني ملزمًا بأيّ حجر عندما يذهب إلى هذا البلد، كذلك السوق الأوروبية المشتركة أصبحت في نهاية شروط الإعتراف.
وأشار إلى أهمية هذا "الباسبور"، لأنّنا إنْ لقّحنا فردًا نؤمّن له حماية وحماية للمجتمع، وبذلك سنسمح له بالحركة داخل البلد وخارجه، ولفت إلى أنّه حتّى الآن ليس مطلوبًا في "الباسبور اللقاحي" إلزامية الجرعات الثلاث، لكن هذا ليس محسومًا في المستقبل.
البزري نفى علمه بمعلومات عن وصول المتحوّر الجديد "A.Y.4.2" إلى لبنان، مشيرًا إلى وجود "دلتا" وبعض المتحوّرات الأخرى الموجودة في العالم.
وطمأن إلى أن لا سبب يدعونا للقول بأنّ المتحوّرات الموجودة في العالم لا تتجاوب بالكامل مع اللّقاح، لا بل إنّ اللّقاح يؤمن نوعًا من المناعة ضدّها أكثر، وأنّ الجرعة الثالثة تضيّق عليها الخناق أكثر.
وبحسب البزري، ينبغي التّذكير أنّ الفيروس يقوم بإنتاج متحوّرات والسّبب هو أنّنا نسمح له بأن ينتشر في المجتمع دون شروط أو قيود، لذلك كلّما قمنا بتعمليات تلقيح إضافية نعزّز المناعة بشكلٍ أكبر ونضيّق على الفيروس أكثر، ولا نعطيه مجالًا للتحرّك بحريّة لينتج متحوّرات، وخاصّة أنّ غالبية المتحوّرات تكون فاشلة.
ويشدّد على أنّه كلّما ضيّقنا على الفيروس حرية الإنتشار، من خلال رفع منسوب المناعة في المجتمع، كلّما أصبحت إمكانية ظهور متحوّرات جديدة أقلّ، نظريًا.