نشر 16 باحثا يمثلون جامعة "جورجيا" التكنولوجية الأمريكية وجامعة "بريشيا" الإيطالية مقالا في مجلة Neurobiology of Stress العلمية.
حيث سلطوا الضوء على ظاهرة انخفاض حجم المادة الرمادية في دماغ الإنسان المصاب بفيروس كورونا، وذلك بعد أن درس هؤلاء التصوير المقطعي المحوسب لـ 120 مريضا عانى نصفهم من مضاعفات عصبية شديدة وأظهر الآخرون أعراضا واضحة للاضطرابات.
وشهدت البيانات الموضوعية أن الإصابة بفيروس كورونا أثّرت على المادة الرمادية في الدماغ، والتي انخفض حجمها في القشرة الأمامية والوسطى والجبهة الأمامية في المنطقة الواقعة بين الفصوص الأمامية والصدغية، ما يعني في حقيقة الأمر ضربة موجهة إلى العقل، نظرا لأننا نعالج المعلومات باستخدام الخلايا العصبية للمادة الرمادية أو بالأحرى نفكر بها.
وقال الباحثون:" كلما تقدمت خطورة "كوفيد-19" زادت الخسائر، وخاصة لدى المرضى الذين احتاجوا إلى التنفس بالأكسجين، أي لدى الذين يعانون من تلف شديد في الرئتين. أما الذين عانوا من ارتفاع درجة الحرارة، تصبح المادة الرمادية لديهم أقل حجما في المنطقتين الدنيا والوسطى للدماغ، وكذلك في منطقة التلفيف المغزلي.
ودفعت تلك النتائج بالعلماء إلى الافتراض أن تلف الدماغ مرتبط بالحرارة ونقص الأكسجين. أما فقدان المادة الرمادية فإنه يسبب على الأرجح، القلق والاكتئاب وضعف الوظائف المعرفية، بصفتها "أمراضا عقلية"، غالبا ما يشكو منها المصابون بفيروس كورونا ويسجلها الأطباء.