موقع الخليج أونلاين
أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، أن ظهور التحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون" يعد سبباً رئيسياً للقلق في إقليم المنظمة وشعوب العالم أجمع على حدٍّ سواء.
وقال المنظري، في حوار خص به "الخليج أونلاين": "من أوجه الخطورة في التحور الجديد أنه يظهر الكثير من الطفرات التي تحتاج إلى دراسة تفصيلية، غير أن البيانات الأولية تشير إلى احتمال زيادة خطر انتقال المرض، وإصابة الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى من قبل".
وأضاف المنظري: "لن يتكون لدينا، قبل أيام أو حتى أسابيع، فهم كامل لأثر هذا التحور على شدة المرض، والحماية التي توفرها اللقاحات، وفعالية العلاج، لذلك يجب علينا الالتزام بالإجراءات الوقائية المعروفة من أجل ضمان عدم انتشار الفيروس بين الأشخاص".
وأوضح أن عدد الإصابات بهذا التحور آخذ في الازدياد في العديد من المناطق التي اكتشف فيها، ولا تزال تشخيصات اختبار (PCR) للفيروس تكتشف المزيد من حالات الإصابة بهذا التحور، بما يشير إلى سرعة انتشاره.
معدلات أسرع
وبين لـ"الخليج أونلاين" أنه يتم اكتشاف هذا التحور بمعدلات أسرع من موجات الإصابة السابقة، وهو ما يشير إلى أن تحور "أوميكرون" قد يكون له ميزة النمو.
وحول توقعات منظمة الصحة العالمية عن تأثير المتحور "أوميكرون"، أشار المنظري إلى أنه "بصفة عامة تمثل التحورات المقلقة أحد أخطر التهديدات على الجهود الجماعية لدحر الفيروس، حيث إنه كلما زاد انتشار "كوفيد-19" زادت فرص تحور الفيروس، وطالت المدة المطلوبة للسيطرة عليه".
وأردف بالقول: "حتى الآن ووفقاً للدراسات المبدئية فقد تكون الطفرات المتعددة المصاحبة لهذا التحور ذات تأثيرات أكبر من التحورات السابقة، ولكننا في طور إجراء المزيد من الدراسات التي قد تستغرق بضعة أسابيع للوقوف على حقيقة تأثير التحور أوميكرون".
ولفت إلى أن الأعداد المسجلة للإصابة بهذا التحور في البلدان التي اكتشف فيها تشير إلى زيادة وتيرة الإصابات مقارنة بالإصابات الناجمة عن التحورات الأخرى، ولا يزال المزيد من نتائج اختبار الفيروس (PCR) يظهر بوتيرة ترجح أن التحور الجديد يتسم بسرعة تطوره. لذلك يجب الاستعداد لاحتمال أن تزيد الإصابات زيادة حادة مرة أخرى، "ما لم نلتزم التزاماً جماعياً باتخاذ الإجراءات اللازمة التي نعلم أنها تحدُّ من انتشار الفيروس".
تدابير السفر
وبين أنه حتى كتابة هذه السطور لم تغير منظمة الصحة العالمية توصياتها المتعلقة بتدابير السفر والتنقل، وأهم هذه التدابير ألا يتم الإغلاق أو حظر السفر إلا في ضوء نتائج تقييم دقيق للمخاطر المترتبة على السفر لمناطق معينة مقابل الفوائد المترتبة على فتح الأجواء، لافتاً إلى أن المنظمة ستعلن أية تغييرات قد تطرأ على تلك التوصيات في حال ظهرت دلائل تستدعي ذلك.
وكشف أنه تم اكتشاف الحالات المصابة بتحور "أوميكرون" باستخدام اختبار (PCR)، حيث ترصد منظمة الصحة العالمية عن كثب متحور "أوميكرون" وسائر التحورات المقلِقة.
وقال لـ"الخليج أونلاين": "نواصل العمل مع شبكتنا من الباحثين في جميع أنحاء العالم للوصول إلى فهم أفضل وأكبر لهذه الطفرات، وخاصة قدرتها على الانتشار، والآثار المترتبة على إصابة من أصيبوا بالعدوى من قبل، وشدة المرض، وتأثيرها على وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات المتاحة".
فعالية اللقاحات
وفي حالة عدم فعالية اللقاحات، أوضح أنه إلى حين التأكد من الآثار المترتبة لهذا التحور على فعالية اللقاحات، وكذلك على إصابة من أصيبوا بالعدوى من قبل، وشدة المرض، وتأثيره على وسائل التشخيص والعلاجات المتاحة، "تحث المنظمة جميع البلدان على تعزيز الترصُّد، وإجراء تسلسل الجينوم للفيروس، وتبادل بيانات الجينوم مع قواعد البيانات العامة".
وشدد على ضرورة إبلاغ المنظمة بحالات الإصابة الجماعية الأولية، مع مواصلة تنفيذ التدابير التي تأكدت نجاعتها، ومواصلة نهج الحكومة بأكملها والمجتمع بأسره.
وبيّن أنه في الإقليم لا يحصل على التطعيم الكامل سوى ربع عدد السكان تقريباً، ولا يزال معدل التطعيم أقل من 10% في 7 بلدان من بلدان الإقليم الاثنين والعشرين، "لذا، علينا أن نستفيد من جميع الأدوات والتدابير المتاحة لنا".
توصيات المنظمة
وتحث منظمة الصحة العالمية، حسب حديث المنظري لـ"الخليج أونلاين"، جميع الناس على الحد من خطر تعرضهم للفيروس وطفراته الجديدة بالحصول على اللقاح، وارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد البدني، وتجنب الأماكن المزدحمة أو ذات التهوية السيئة، وتنظيف اليدين باستمرار، وتغطية الأنف والفم بالمرفق عند العطس أو السعال.
وأشار إلى أنه كلما كان تنفيذ هذه التدابير الوقائية سريعاً يكون احتواء الفيروس ومنعه من التطور قريباً.
ووثقت الصحة العالمية حتى 24 نوفمبر الجاري، وفق المنظري، أكثر من 16.7 مليون إصابة مؤكدة بكوفيد-19، وأكثر من 308000 وفاة منذ بداية الجائحة، ولكن هناك خطر أن تزيد هذه الأرقام زيادة حادة مرة أخرى، ما لم يتم الالتزام جماعيّاً باتخاذ الخطوات اللازمة التي نعلم أنها تحد من انتشار الفيروس.
وعن مدى فعالية اللقاحات ضد التحور "أوميكرون"، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "نحتاج إلى بعض الوقت لندرس تأثيرات التحور الجديد على فعالية اللقاحات، ولكن حتى الآن نحث على الالتزام بأخذ اللقاح للوقاية من الفيروس وبقية التحورات الموجودة".
واستطرد بالقول: "يجب علينا، بلداناً ومجتمعات، أن نتعاون ونعمل معاً، وحينئذ نستطيع تغيير مسار الجائحة ومنع حدوث طفرات جديدة، وهذا أمر ممكن من خلال زيادة معدلات التطعيم، والالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية التي أثبتت فعاليتها".
الجرعة الثالثة
فيما يتعلق بالجرعة الثالثة شدد المنظري، عبر "الخليج أونلاين"، على ضرورة تقديمها للفئات التي تحتاج إليها وهم المصابون بضعف المناعة والأمراض المزمنة التي تؤثر في كفاءة الجهاز المناعي لديهم.
وإلى جانب ما سبق، ينصح المنظري بـ "مواجهة المعلومات المغلوطة التي تنشر الهلع بين الناس وتجعل عملنا أصعب كثيراً".
وأردف بالقول: "وعلينا أن نتلافى الانجرار إلى ملاحقة الفيروس باستمرار، فلدينا من الأدوات ما يمكننا من استباقه، ومن ثم التحكم في انتشاره والتقليل من آثاره الضارة على صحة الأفراد وعلى جميع مسارات الحياة، وعلينا أن نستفيد من هذه الأدوات بروح من التصميم والتعاون".
وبين أنه كلما زاد انتشار فيروس كورونا زادت فرص تحور الفيروس، وظهور المزيد من التحورات، لذلك "من الضروري أن يواصل الجميع العمل للحد من انتشار كوفيد-19".
وتم تسجيل أول إصابة بسلالة "B.1.1.529"، التي أطلقت عليها لاحقاً منظمة الصحة العالمية اسم "أوميكرون"، في بوتسوانا يوم 11 نوفمبر لدى مواطن من جنوب أفريقيا، حيث رُصد العدد الأكبر من المرضى فيها وتجاوز 80 مصاباً.
وتحمل هذه النسخة عدداً قياسياً من التحورات، حيث يبلغ 50، ومن ضمنها أكثر من 30 طفرة في بروتين سبايك الذي يتسلل من خلاله الفيروس إلى جسد الإنسان، وسط مخاوف واسعة من أن هذه السلالة قادرة على مقاومة اللقاحات الحالية.
وصنفت منظمة الصحة العالمية السلالة الجديدة كإحدى "السلالات الخاضعة للمراقبة"، وقالت إن "أقدم العينات الموثقة كانت من عدة دول".