تُظهر صور مروعة مدى تحور "أوميكرون"، متغير SARS-CoV-2 الجديد، المسؤول عن مجموعة الحالات المنتشرة في دول عدة الآن حول العالم.
وتكشف الرسوم التوضيحية، التي أجرتها مجموعة وكالات الصحة العامة والمؤسسات الأمريكية المسماة COVID-19 Genomics UK Consortium، أو COG-UK، عن العدد الهائل من التغييرات في التركيب الجيني للفيروس.
وحذر العلماء من أن متغير "أوميكرون" يحتوي على أكبر عدد من الطفرات التي رأوها على الإطلاق.
والطفرات هي تغييرات في الفيروس قد تمنح أو لا تمنح الفيروس قدرات إضافية، مثل الانتشار بشكل أسرع.
ومع وجود العديد من الطفرات، فإنه يثير احتمالات أن "أوميكرون" لديه عدد من المزايا الإضافية مقابل المتحورات السابقة من "كوفيد-19".
والأمر الأكثر إثارة للقلق حتى الآن هو مدى فعالية اللقاحات ضد المتحور الجديد، والتي لن يعرفها العلماء على وجه اليقين لأسبوعين آخرين.
ويخشى الخبراء من أنه يمكن أن يجعل اللقاحات أقل فعالية بنسبة 40% في أفضل سيناريو، بناء على المقارنة مع المتحور "بيتا".
وتُظهر صور COG-UK للمتغيرات أن "أوميكرون" به عدة أضعاف الطفرات من "دلتا" و"بيتا" و"ألفا" و"غاما".
ووقع تصنيفها جميعا على أنها "متغيرات مثيرة للقلق" (VOCs) بموجب منظمة الصحة العالمية لأنها قادرة على الانتشار بشكل أسرع أو زيادة شدة المرض أو الهروب من المناعة.
وتتقاطع العديد من طفرات "أوميكرون" مع تلك التي شوهدت من قبل في سلالات خطيرة سابقة. ومع ذلك، فإن بعضها جديد.
ما هي طفرات "أوميكرون"؟
من بين 50 طفرة أو نحو ذلك، هناك 32 طفرة في الجين الشائك spike، بما في ذلك ما يسمى مجال الربط.
ومن المرجح أن تغير هذه كيفية تفاعل الفيروس مع الأجسام المضادة لجهاز المناعة، وكيفية دخوله إلى الخلايا البشرية.
ويعد بروتين spike جزءا حيويا من الفيروس يسمح له بالالتصاق بالخلايا. وهو أيضا هدف لقاحات "كوفيد-19"، التي وقع صنعها ضد سلالة "ووهان" الأصلية من فيروس كورونا.
لذلك، إذا كان بروتين spike مختلفا بشكل كبير، فقد تفشل الأجسام المضادة في التعرف على "أوميكرون".
وقالت راكيل فيانا، رئيسة قسم العلوم في أحد أكبر معامل الاختبارات الخاصة في جنوب إفريقيا، إنها شعرت "بأن شيئا سيئا سيحدث" عندما اكتشفت السلالة الجديدة أثناء الاختبار الجيني للمسحات الإيجابية في البلاد.
وصرحت لرويترز: "صدمت للغاية مما كنت أراه. تساءلت عما إذا كان هناك خطأ ما في هذه العملية".
ومن بين طفرات "أوميكرون" نجد P681H وN679K، والتي قال الأستاذ فرانسوا بالوكس من جامعة كاليفورنيا إنها مزيج "نادر بشكل استثنائي".
كما أنها تحمل K417N وE484A، وهي نفس تلك الطفرات الموجودة في متغير "بيتا"، والتي ثبت في الدراسات أنها تضعف فعالية اللقاح.
وفي الوقت الحالي، لا يوجد دليل واضح على الكيفية التي سيغير بها "أوميكرون" صورة تفشي "كوفيد-19".
وبالنظر إلى أنه وقع اكتشافه الأسبوع الماضي فقط، فإن العلماء بالكاد يعرفون شيئا عن التأثير الحقيقي الذي سيكون له على مسار الوباء.
ومع ذلك، أكد مسؤولو منظمة الصحة العالمية، أن اللقاحات ما تزال أفضل طريقة للحماية من فيروس كورونا وسط المخاوف من "أوميكرون".
وقالت الدكتورة ماريا فان كيركوف، الرئيسة الفنية لـ"كوفيد-19" في منظمة الصحة العالمية: "اللقاحات تنقذ الأرواح".