أوضح تقرير أن قارة أفريقيا ليس أمامها فرصة تذكر للتغلب على جائحة فيروس كورونا المستجد ما لم يُطعم 70 بالمئة من سكانها بنهاية العام القادم، مشيرا إلى أن "التمييز الصارخ في توزيع اللقاحات" ترك القارة السمراء تتهاوي في مؤخرة الركب.
وعزز اكتشاف متحور أوميكرون في جنوب القارة مزاعم بأن انخفاض معدلات التطعيم يمكن أن يشجع على ظهور سلالات من الفيروس التاجي قادرة على الانتشار بدول ترتفع فيها معدلات التطعيم.
ولفتت مؤسسة محمد إبراهيم في تقرير بشأن كوفيد-19 في أفريقيا إن خمس دول فقط من دول القارة البالغ عددها 54 في طريقها لتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية بتطعيم 40 بالمئة من السكان تطعيما كاملا بنهاية 2021.
وأظهرت بيانات المؤسسة التي أنشأها قطب الاتصالات السوداني لدعم الحوكمة والتنمية الاقتصادية في أفريقيا أن واحدا من بين كل 15 شخصا في أفريقيا تلقوا تطعيمات كاملة، مقارنة مع قرابة 70 بالمئة في دول مجموعة السبع الغنية.
وقال إبراهيم رئيس المؤسسة في بيان "منذ بداية هذه الأزمة، حذرت مؤسستنا وأصوات أفريقية أخرى من أن قارة أفريقيا غير المحصنة قد تصبح حاضنة مثالية للفيروسات المتحورة".
وأردف: "يذكرنا ظهور متحور أوميكرون أن جائحة كوفيد-19 لا تزال تمثل تهديدا عالميا، وأن خيارنا الوحيد هو تطعيم جميع سكان العالم.. ومع ذلك، ما زلنا نشهد تمييزا صارخا في توزيع اللقاحات، كما أن أفريقيا بالأخص تُركت تتهاوى في المؤخرة".
وقال التقرير إن الإمدادات من لقاحات كورونا زادت في أفريقيا في الشهور الأخيرة، غير أن ضعف أنظمة الرعاية الصحية والبنية التحتية يعرقل بدء حملات التطعيم بعد وصول اللقاحات.
ولفت إلى أن الجائحة كشفت عن ضعف أنظمة التسجيل المدني في أفريقيا، إذ أن 10 بالمئة فقط من الوفيات في القارة يجري تسجيلها رسميا
ونبه التقرير أيضا إلى أن ضعف النظم في الدول الأفريقية يثير احتمال أن تكون معدلات التطعيم أقل مما تظهره الإحصاءات الرسمية.
وطالبت المؤسسة بتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي البالية لحماية الفئات الأشد ضعفا، منوهة إلى أن متوسط الإنفاق في أفريقيا على تدابير الاستجابة لجائحة كوفيد-19، خارج نطاق الرعاية الصحية، بلغ 2.4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، أي أقل من نصف المتوسط العالمي.