موقع "العهد" الإخباري
مع كثرة الحديث عن اجتياز حدود لبنان من قبل المتحوّر الجديد من فيروس كورونا والمسمّى "أوميكرون"، بدأت التحليلات والتكهنات بخصوص هذا الوافد الجديد، ورغم عدم قطع الشك باليقين في وصوله إلى بلدنا، إلاّ أنّه ليس من شكٍّ إنْ انتشر هذا المتحور الجديد في لبنان سيضعنا أمام تحدٍ كبير في ظل لأوضاعٍ اقتصادية ومعيشيّة وأزمات لا تنتهي، وتبقى سبل المواجهة الصحيحة كفيلة بأن لا ندخل في المحظور.
مستشار وزير الصحة الدكتور محمد حيدر، يشير لموقع "العهد" الإخباري، إلى أنّنا مازالنا في مرحلة الشك بخصوص الإصابتين اللتين أعلن عنهما وزير الصحة مؤخرًا، إلاّ أنّ احتمالًا يصل إلى أكثر من 90% أن تكونا من المتحوّر الجديد "أوميكرون".
ويضيف إلى أنّ "الأوميكرون" هي كورونا، وإجراءات المواجهة هي ذاتها، وما تقوم به الوزارة حاليًا العمل على زيادة نسبة التلقيح لتخفيف نسبة الانتشار أولًا، وثانيًا العمل على زيادة مناعة المواطنين كي لا يكون هناك توجّه لإقفال البلد".
ويتابع "حتى نستطيع تحديد الحالات المُصابة بالمتحوّر الجديد، كما يحدث في مختلف بلدان العالم، علينا مراقبة المطار والمحيطين بالأشخاص القادمين من خارج لبنان ممن يكون هناك احتمال بأنّهم يحملون "أوميكرون"، والباقي هي التوصيات السابقة، لجهة أخذ الناس للقاح وعدم التجمّعات لمن هم ليسوا ملقّحين ولديهم شهادة بذلك أو أجروا فحص PCR قبل 48 ساعة".
وبما أنّ فترة الأعياد قريبة، يشير الدكتور حيدر لموقعنا إلى أنّ الوزارة شدّدت الإجراءات بخصوص التجمّعات، فعلى سبيل المثال سيكون مسموحًا للمطاعم أن تستقبل الزبائن بنسبة 50% فقط من قدرتها الاستيعابية، إضافة لمنع الحفلات الكبيرة، كما أنّه من الضروري الاستحواذ على شهادة اللقاح حتّى وإنْ كانت بجرعة واحدة لمن يريد ارتياد المطاعم.
ويلفت إلى أنّ القوى الأمنيّة ستبدأ الأسبوع المقبل بتطبيق هذه الإجراءات على الأرض، وستتابع القوى الأمنيّة بالتعاون مع البلديّات جولات على المطاعم وأماكن التجمعات للوقوف على حسن تطبيق القوانين.
ولدى سؤاله عن مؤهّلات المختبرات اللبنانية للكشف عن المتحوّر الجديد، يشير مستشار وزير الصحة اللبنانية إلى أنّ مختبرات الجامعة اللبنانية قادرة على ذلك من خلال فحص الـ pcr الخاص، إضافة إلى مختبرات الفحص الجيني في الجامعة الأمريكية وفي الجامعة الأمريكية - اللبنانية، وقريبًا خلال أسبوع إلى عشرة أيام سيتوفّر هذا النوع من الفحوصات في الجامعة اللبنانية.
وبالإشارة إلى إقفال المدارس لمدة ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع، يبيّن حيدر أنّ الهدف منه التشجيع على أخذ اللقاح، لكي يأخذ الطلاب الجرعتين الأولى والثانية خلال هذه العطلة، وبالتالي لكي نزيد نسبة المواطنين الذين لديهم المناعة، وقد تمّ التوجه إلى المدارس لتشجيعهم على أخذ اللقاح بأسرع وقت.
ويؤكد أنّ الوضع حاليًا مع الفيروس هو في مرحلة متقدّمة من المرحلة الثالثة للانتشار، لكنّها تحت السيطرة، لا سيّما أنّ الوفيّات نسبتها قليلة، والحالات المصابة في المستشفيات ليست خطيرة، مفضًّلا عدم الخوض في الحديث عن المستقبل، لأنّ عطلة المدارس ستنتهي في العاشر من كانون الثاني من العام المقبل، مؤكّدًا أنّ الإجراءات والتعليمات كلّها ستتغيّر إنْ كان هناك انتشار مجتمعي بعد هذه الفترة، وقد يكون هناك توجهٌ نحو الإغلاق.
ويختم مستشار وزير الصحة بتشجيع الطلاب والكادر التعليمي لأخذ اللقاح، لأن كلّ الدراسات أكّدت أنّ اللقاح يحمي، وفيما لو أصيب الشخص بالفيروس، فلن يكون مضطرًّا للدخول إلى المستشفى أو إلى مراكز العناية، لا سيّما أنّ المستشفيات هذا العام تعاني من أزمات مالية ونقص في الكادر الطبي.
من جهته، رئيس اللجنة الوطنيّة للقاح كورونا عبد الرحمن البزري، يشير لموقع "العهد" الإخباري إلى أنّ الحالتين المصابتين القادمتين من الخارج المشكوك بهما يجري التأكد منهما إنْ كانا يحملان المتحوّر الجديد "أوميكرون"، وأنّه سواء الآن أو في القادم من الأيام شأننا شأن باقي الدول سيصل إلينا هذا المتحور، مؤكدًا أنّ لبنان لديه القدرة للكشف عن هذا المتحور، إضافة لدعم بريطاني في هذا المجال منذ ظهور أوّل المتحورات لدينا.
ولا يرجّح البزري أن يكون هناك توجهٌ لإقفال للبلاد، لأنّ الناس بحاجة للعمل والعيش، والبديل عن الإغلاق هي الإجراءات ذاتها المعتمدة لمواجهة باقي المتحورات.
ويختصر الدكتور البزري الوضع بأننا يجب أن نصنع توازنًا بين حماية السنة الدراسية والحفاظ على الحركة التجارية وعلى موسم الأعياد بما يحمله من معانٍ والفائدة المرجوة منه، إضافة لحماية صحة الناس من جهة أخرى، وهذا التوازن يكون بزيادة اللقاح والتقيّد أكثر بالتوجيهات من قبل المواطنين.
وعن المتحوّر "أوميكرون"، ولدى سؤاله إنْ كانت الجرعة الثالثة من اللقاح مفيدة، يشير البزري إلى أنّ كل ما يقوّي المناعة لدى الشخص سيكون مفيدًا، وأنّ هذا المتحوّر لديه القدرة على الانتقال بشكل أسرع بين الناس وبذلك قد يكون انتشاره أسرع في المجتمع، إلا أنّه لا معلومات بأنه أقسى من المتحورات السابقة له.