موقع العهد الإخباري
شهدت الأيّام الماضية ارتفاعًا ملحوظًا بعدد إصابات ووفيّات فيروس كورونا في لبنان، ويبدو أنّ المحظور الذي حذّر منه أغلب المعنيين بالشأن الصحي، بدأ مفعوله بالسريان كالنار في الهشيم حاصدًا المزيد من الضحايا، ومنذرًا بالأسوأ إنْ لم يتحمّل المواطنون والدولة مسؤولياتهم لناحية التشدّد في الإجراءات والحماية وعدم التجمع، لا سيّما وأننا على أبواب أعياد.
عضو لجنة الصحّة النيابيّة النائب علي المقداد، كشف في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّه أصبح لدينا حوالي 100 حالة مصابة بالمتحور "أوميكرون" في لبنان، وبدأت العدوى بالارتفاع، لافتًا إلى أنّ ليس جميع المصابين بالفيروس تُجرى لهم الفحوص الخاصة بهذا المتحوّر، وبالتالي فإنّ مريضًا نتيجته إيجابية قد يكون حاملًا لـ "أوميكرون" ونحن نظنّ أنه يحمل "دلتا"، وفي الحالتين فإنّ الأمور متجهة نحو الأسوأ، لأنّه في حال كانت الإصابات بمتحور "دلتا" ولدينا اليوم حوالي 2200 إصابة في البلاد، فهذا سيئ، وفي حال كانت الإصابات بمتحور "أوميكرون" وهذه الأرقام إلى ارتفاع، فنحن ذاهبون للأسوأ بسبب سرعة انتشاره.
وأسف المقداد لعدم الإلتزام بتطبيق الإجراءات لمواجهة الفيروس لناحية التجمّعات وغيرها، وهو ما سبق أن حذّر منه قبل أسبوعين أو ثلاثة، مشيرًا إلى وجود 16 حالة وفاة اليوم، وهذا رقم ليس بقليل في ظل مشاكل تعاني منها المستشفيات، لا سيّما أن عددًا من المستشفيات لا تستقبل مرضى كورونا.
النائب المقداد لفت إلى أنّ 60% من المستشفيات التي تهيّأت سابقًا لمواجهة هذا الفيروس أقفلت أبوابها اليوم أمام مرضى كورونا، وبالتأكيد هذا العدد من المستشفيات غير قادر على استيعاب عدد المصابين بالفيروس، متحدّثًا عن ثلاثة أسباب دفعت المستشفيات للإقفال، وهي:
- هجرة قسم لا يُستهان به من الطاقم البشري التمريضي أو الطبي من لبنان.
- الكلفة الماديّة على عاتق المريض، والتي ارتفعت مع ارتفاع أسعار المازوت لتأمين الكهرباء، إضافة للأوكسيجين بالفريش دولار، وتكاليف أخرى دفعت بعض المستشفيات للإقفال.
- وزارة الماليّة أو وزارة الصحة أو البنك الدولي، هذه الجهات لا تدفع الأجر المطلوب للمستشفيات أو أنها تتأخر كثيرًا بالدفع، ما يدفع بعدد كبيرٍ من المستشفيات لعدم فتح أبوابها.
المقداد نوّه إلى أصحاب المستشفيات التي تفتح أبوابها في هذه الظروف، لأنّ لديها حسّ وطني كبير جدًا، "خاصة أنّنا بأمس الحاجة للتضامن والتكافل رغم كلّ الظروف الإقتصادية والظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد، فلا يمكننا ترك المريض يموت أمام المستشفى بسبب المشاكل الاقتصادية".
عضو كتلة الوفاء للمقاومة ذكّر أنّه خلال الفترة الماضية، عندما استنفر حزب الله كل القوى البشريّة الطبيّة في إطار المساعدة لمحاربة كورونا، كان من أهم العناصر في مكافحة الوباء هي الزيارات الميدانية، ومعاينة المرضى قبل حدوث الأسوأ وقبل أن يتعب المريض ويصبح بحاجة لدخول المستشفى، وهذا ما نحتاج تطبيقه اليوم لأنّ المستشفيات غير قادرة على استيعاب الحالات في ظل عدم وجود أسرّة شاغرة أو ارتفاع التكلفة المادية، ما يجبر المريض على البقاء في المنزل، مشيرًا إلى أنّ هذا الوضع أدّى لارتفاع نسبة الوفيّات بفيروس كورونا.
وختم الدكتور المقداد بطلب التشدّد لناحية الإجراءات من قبل المواطنين، لا سيّما أننا اليوم في موسم أعياد، وقال "واجبنا أن نبقى ندعو ونذكّر أهلنا وأبناء بلدنا بضرورة الوقاية وعدم التجمّع، فقد بدأنا بموجة رابعة، وهي للأسف ستكون خطيرة جدًا"، ضاربًا مثلًا أنّ بريطانيا، ورغم قيامها بإجراءات قويّة، لكنّها سجّلت 122 ألف إصابة جديدة بالفيروس.