موقع العهد الاخباري - حسن شريم
يُشارف العام الحالي على نهايته، وما زال العالم في دوّامة من المعاناة ومخاض من الآلام، فقد إثرهما الكثير من الأرواح، انقلبت الاقتصادات رأسًا على عقب، وتركت المجتمعات تتمايل حيث أودت جائحة كوفيد-19 بحياة ما يفوق المليوني شخص.
هذا العدد ليس رقمًا يُثير الذّهول فقط، بل يمثّل أسماءً ووجوهًا حقيقيّة، لم يبقَ منها سوى ذكرى ابتسامة أصحابها، وكراسيهم الفارغة على مائدة العشاء، وغرفهم التي يتردّد فيها الصدى في ظلّ صمت الأحبة الأبدي.
وما أن التقط العالم أنفاسه مع توافر اللّقاحات المضادّة لكوفيد-19، حتى اجتاحه فيروس أوميكرون الجديد الذي ينتشر كالنار في الهشيم، ليبلغ العالم مرحلة فارقة تعتصر لها القلوب وتتقطّع فيها الأنفاس، ومن دواعي الحزن أنّ أثر الجائحة الفتّاك ازداد تفاقمًا بسبب غياب التنسيق في الجهود العالمية، هذا التّفشي الذي لم يسلَم منه لبنان، بات يدقّ ناقوس الخطر، فكيف يتأثر لبنان بالمتحوّر أوميكرون؟ وكيف انعكس ذلك على القطاع الصحي والتربوي والاقتصادي؟ وما هي سبل التصدّي وطرق الوقاية؟ وكيف يتعامل المعنيين في السلطة مع انتشار هذا الفيروس؟
البزري: أدعو الناس لتلقّي اللّقاح والإلتزام بالإجراءات الصحيّة ضرورة قصوى
على أبواب موسم الأعياد ومع قدوم العام الجديد، تُثار المخاوف في لبنان حول تفشي وباء كوفيد-19 إضافة إلى المتحوّر أوميكرون، من هنا رأى رئيس اللّجنة الوطنيّة للقاح كورونا الدّكتور عبد الرحمن البزري: "أنّ موجة أوميكرون في لبنان تنتقل بسرعة لأسباب عدّة منها: موسم الشتاء حيث النشاطات تُقام في أماكن مقفلة، وغياب الحماية والرّقابة الجدية وعدم الإلتزام بالإجراءات بشكلٍ جيّد، إضافة إلى وجود عدد من المواطنين غير الملقّحين أو الرّافضين لتلقّي اللّقاح.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، قال البزري: "نتخوّف من إزدياد أعداد المصابين، ولكن الأخطر هو تفاقم الأعداد التي تستوجب حالتها دخول المستشفى أو العناية الفائقة في ظلّ ملئ المستشفيات وعدم وجود أسرّة كافية، وأضاف الدكتور البزري: "في كلّ دول العالم هناك سباق بين عاملين، عامل تفشي الفيروس وعامل التلقيح، أمّا في لبنان هناك سباق بين ثلاثة عوامل، عامل التفشي وعامل التلقيح وعامل الحرص على عدم انهيار القطاع الإستشفائي".
وحول الإجراءات في فترة الأعياد، رأى البزري: "أنّ صحّة الناس مرتبطة بالإنهيار الإقتصادي خاصّة في ظلّ الغلاء الفاحش وانقطاع الدواء، فالأفضل أن نبحث عن صيغة تحاكي الصحة والاقتصاد معًا، خاصّة أنّ بعض الأحداث السياسية منذ الحكومة السابقة لعبت دورًا في إفشال الكثير من الإجراءات الصحية والتوصيّات بإلتزامها للحؤول دون الإقفال العام لكن دون جدوى، ويبقى الرّهان أنّ تسارع الناس إلى أخذ اللّقاح ممّا يمنع الإقفال ويساعد على الموازاة بين الدورة الاقتصادية وصحة الناس لا سيّما في موسم الأعياد".
وحول القطاع التربوي، لفت البزري إلى أنّه يجب إنقاذ العام الدّراسي والمحافظة على صحة القطاع التربوي لأنّ التعليم عن بعد غير مجدي خاصّة في ظلّ تضاؤل الإمكانيات في لبنان، وأبدى البزري استعداده لأي مساعدة في هذا الشأن.
عاصم عراجي: المهم تطبيق الإجراءات الوقائية ونعم لتفعيل البطاقة التمويلية
يتّفق رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي مع ما يقوله الدكتور البزري، "أنّ الأولوية لتطبيق الإجراءات الوقائية وأنّ الرّهان يبقى على المواطنين"، داعيًا الناس في موسم الأعياد إلى أخذ الإحتياطات اللّازمة حتّى ضمن السّهرات العائلية المنزلية، وأمِل أن تتمكّن وزارة الداخلية بمؤازرة القوى الأمنية من تطبيق الإجراءات التي أعلن عنها وزير الداخلية متمنيًا من أصحاب المقاهي والمؤسّسات الإلتزام بها أيضًا، كما دعا عراجي إلى تفعيل البطاقة التمويلية لتخفيف الأعباء عن المواطنين".
هذا وكان وزيري الصحّة والداخليّة قد أعلنا بعد اجتماع لجنة كورونا، الإجراءات الوقائية والتدابير الواجب اتّباعها في فترة الأعياد ولا سيّما في الإحتفالات المرتقبة ليلة رأس السنة وما سيترتّب على المخالفين لها.