نقلا عن موقع العهد الاخباري - ياسمين مصطفى
في تحول كبير ينذر بالأسوأ، ارتفع عداد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان بشكل سريع مع تسجيل 48 إصابة في صفوف المقيمين منذ أول أمس وحتى اليوم بعدما كان يسجل إصابات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة يوميًا. الواقع المستجد دفع بوزير الصحة د.حمد حسن إلى دقّ ناقوس الخطر وإعلان احتمال إغلاق البلد 48 ساعة، متأسفًا للاستهتار من قبل المواطنين المحليين والوافدين.
فهل دخل لبنان الموجة الثانية من انتشار الفيروس؟ وكيف السبيل لاحتوائه بعد الارتياح الذي انعكس استهتارا لدى معظم المواطنين؟
نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة كورونا (lscc) والمتخصّص في علوم الجزيئيّات الذرية والنانو تكنولوجيا الدكتور محمد حمية أكد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري في هذا الشأن أن الإصابات ستصل مع نهاية شهر أيار إلى ١٠٠٠ إصابة. هذا الترجيح يحيله الدكتور إلى المرحلة الثالثة من عودة المغتربين.
ويقول: "في المرحلة الثالثة من عودة المغتربين سيكون 3500 منهم غير خاضعين في بلاد الاغتراب لفحوصات كورونا، في حين سيخضع 9000 للفحصوصات وسيكون بينهم عدد كبير من النتائج الإيجابية، المحصلة في المبدأ أن 13 ألف شخص سيعودون ضمن المرحلة الثالثة، الـ3500 لا بد من انتظار ظهور إصابات بينهم بفيروس كورونا كما حصل في المرحلة الثانية والأولى من عودة المغتربين، ما يؤكد ارتفاع عداد الاصابات لا محالة".
أما المؤشر الذي يعتمده حمية كان يحدد سقف الإصابات بـ 900 إصابة، لكن الإصابات الكثيرة خلال 72 ساعة وحتى اليوم تفيد بحسب العملية الرقمية بأنها ستولد نفس عدد الإصابات تبعًا لمخالطتها في غضون ثلاثة أيام.
وعن توقيت استتباب الأمور، يوضح حمية أن الأمر يحتاج إلى أسبوع كامل، في غضون هذا الوقت ستكون طائرات المغتربين العائدين في المرحلة الثالثة عادت إلى لبنان وبالتالي سيرتفع عدد الإصابات وستكون تراكمية.
يأسف حمية لكوننا في لبنان اليوم "دخلنا في استهتار اجتماعي بدأ منذ حوالي العشرة أيام، وما الإصابات الكثيرة في اليومين الأخيرة برأيه سوى ثمن لهذا الاستهتار سيدفعه المواطنون" من رصيد صحتهم.
واستنادا الى هذه المعطيات، يمكننا القول إن التراخي والاستهتار من قبل المواطنين قادانا إلى نقطة صعبة جدًا، إذ عادت الإصابات تتصاعد في خط ثابت، قبل عشرة أيام كانت الإصابات خفيفة لكن الناس لم تلتزم الحذر المطلوب.
ولدى الحديث عن قرار تخفيف الإغلاق التدريجي وخفض إجراءات الوقاية، يؤكد حمية أن الكلام هنا لا بد أن يكون دقيقا. ففي حين أن مواطني دول العالم، وعلى سبيل المثال الصين، رفضوا الخروج من الحجر المنزلي والعودة لحياتهم الطبيعية حتى بعد إعلان السلطات رفع الإغلاق الكامل، لم تشهد دولة في العالم ما شهده لبنان من فوضى على صعيد استئناف الحياة الطبيعية لدى المواطنين.
وفق حمية، لا بد من القول وبجرأة أن الحكومة لن تعول من اليوم وصاعدا على وعي المواطنين وذلك وفقا للتجربة الحاصلة، ويؤكد الدكتور لموقعنا أن المصاب بكورونا المستهتر يمس بالأمن اللبناني ويفتعل جريمة بحق الوطن في حال اختلط مع أي شخص آخر، وهذا المفهوم برأيه لا بد من تعميمه ولا بد من قانون يجرم ناقل العدوى نتيجة التقصير في اجراءات الوقاية.
هل دخل لبنان الموجة الثانية من انتشار الفيروس؟
يجزم الدكتور حمية أن ما يحصل اليوم هو حتما ليس الموجة الثانية، ويوضح أن لتحديد الموجهة الثانية لا بد من اعتماد معيارين، المعيار الأول هو انتشار الوباء مجددا في كل دول العالم وليس حصرا في لبنان لأنها لن تأتي إلى لبنان إلا عبر عامل خارجي. أما المعيار الثاني فهو انتشار الفيروس عبر هيكلية بروتينية جديدة تصيب البشر، وحتى اليوم لا يوجد هيكلية جديدة تضرب دول العالم وإنما الهيكلية القديمة نفسها.
يشير حمية إلى أن هيكلية الفيروس تختلف من منطقة لأخرى حول العالم، والإصابات في الشرق الأوسط متدنية نسبة للغرب كون هيكلية الفيروس الجينية في الشرق الأوسط نسبة لجينات الشعوب أقل تأثيرا وفتكا وأضعف سيطرة، ذلك أن هيكلية الفيروس في الغرب تسيطر أكثر على مناعة الإنسان.
ويختم بالقول إن هناك قفزات علمية على خط الثبات فبمجرد الوقوع بفخ الاطمئنان تحصل القفزة العلمية بعدد الإصابات نتيجة الصدمة الإيجابية التي لا يفتعلها حضور المغترب بنسبة عالية وإنما يسببها الاستهتار الاجتماعي والاطمئنان الزائد، الذي أعادنا بعد 77 يوما من الخروج السلبي من انتشار الفيروس إلى نقطة الصفر.
لقراءة المقال من الموقع اضغط هنا