نقلا عن موقع الجزيرة نت - عماد مراد - الدوحة
أكدت المديرة الطبية لمركز الأمراض الانتقالية في قطر الدكتورة منى المسلماني أن العلاج بالبلازما لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19" قد أثبت نجاحًا، مشيرة إلى أن البلازما المأخوذة من متبرع واحد توزع على ثلاثة مصابين.
وتضيف الدكتورة منى في حوار خاص مع الجزيرة نت، متحدثة عن برتوكول العلاج بالبلازما الذي طبقته قطر مؤخرا، أن العلاج بالبلازما المأخوذة من مصابين تم شفاؤهم من كورونا، أثبت نجاحا خلال الفترة القصيرة التي تم اعتماده فيها، موضحة أن 50% من المصابين بحالات صعبة من الذين تم حقنهم بالبلازما تماثلوا للشفاء وتم نزع أجهزة التنفس الصناعي عنهم.
والبلازما هي المكون السائل للدم الذي يتم استخراجه من المرضى الذين تعافوا من عدوى، مثل عدوى فيروس كورونا. فعندما يتغلب شخص على مرض ما، فإنه ينتج أجساما مضادة كافية لإنقاذ حياة شخص آخر. والفكرة الأساسية هي أن هذه الأجسام المضادة "يمكن أن تقدم مساعدة مؤقتة من خلال التدخل لصد الفيروس، حتى يطوّر هذا الشخص استجابة مناعية"، وذلك وفقا لتقرير صادر عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ودعت الدكتورة منى كافة الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء من كورونا إلى التبرع بالبلازما من أجل انقاذ حياة الآخرين، خاصة أن المرحلة الحالية من العلاج بالبلازما مخصصة للحالات الصعبة التي تحتاج إلى رعاية صحية فائقة، والحالات المتوسطة لمنع تفاقم الإصابة.
وأضافت أن المتبرع بالبلازما يستطيع أن يتبرع مرتين في الأسبوع الواحد ولا يتعدى 24 مرة في السنة.
وأشارت الدكتورة إلى أن البلازما تحتوي على أجسام مضادة تمد مريض كورونا بالمناعة، ويعتبر علاجا لا مجرد وقاية، مشيرة إلى أن مؤسسة حمد الطبية تطبق كافة المعايير قبل الحصول على البلازما من خلال فحص دم المتبرع والتأكد من خلوه من الأمراض المعدية.
كما لفتت إلى أن البلازما المأخوذة من متبرع واحد يتم توزيعها على ثلاثة مصابين، لافتة إلى أن استخدام البلازما برز في علاج بعض الأمراض منذ سنوات عديدة، حيث تم استخدامها في علاج أمراض مثل "السارس" ومتلازمة الشرق الأوسط وإنفلونزا الخنازير، وكانت النتائج متفاوتة في شفاء تلك الحالات.
استعدادات مبكرة
وأكدت الدكتورة منى أن الاستعدادات المبكرة التي قامت بها دولة قطر منذ بدء ظهور الفيروس في فبراير/شباط الماضي ساهمت في توفير الإمكانيات المناسبة حاليا، مبينة أن زيادة القدرة الاستيعابية في المستشفيات المخصصة لعلاج كورونا وبناء مستشفيات ميدانية ذات قدرة استيعابية عالية، كلها أمور ساهمت في تخفيف وطأة الزيادة الأخيرة في أعداد المصابين.
وشددت على أن كافة المصابين بكورونا داخل قطر يتلقون العلاج المناسب ويتمتعون برعاية كاملة بسبب الإمكانيات التي وفرتها الدولة.
ولفتت إلى أن وزارة الصحة خصصت خمسة مستشفيات لعلاج مرضى كورونا، بما فيها مستشفى مسيعيد ومستشفى رأس لفان اللذان تم افتتاحهما مؤخرا، بالإضافة إلى تطبيق إستراتيجية الفحوص والاختبارات الشاملة التي شملت أيضًا تخصيص فنادق وإنشاء مرافق مخصصة للحجر والعزل الصحي مزودة بـ30 ألف سرير.
وحددت المديرة الطبية لمركز الأمراض الانتقالية عددا من الفئات المعرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا أكثر من غيرها، ومن بينها الأشخاص الذين يبلغون 56 عاما أو أكثر، والأشخاص من جميع الأعمار الذين يعانون من حالات طبية خاصة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة أو الربو، والأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية خطيرة، والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، فضلا عن مرضى السمنة والسكري.
ودعت الدكتورة منى إلى ضرورة الحرص على الالتزام بالتوصيات الاحترازية للحد من انتشار "كوفيد 19"، مؤكدة وجود علاقة قوية بين التباعد الاجتماعي وقلة نسبة الإصابات، وداعية إلى ضرورة ارتداء الكمامة عند الخروج من المنزل والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون دائمًا، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى.
لقراءة المقال من الموقع اضغط هنا