(صحيفة لوموند الفرنسية)
كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن احتمال أن تكون الألعاب العسكرية في ووهان في أكتوبر من العام الماضي هي بداية انطلاق «كورونا»، لافتة إلى أن الدعاية الصينية تستغل هذه الوقائع لتغذية فرضية الأصل الأميركي للفيروس.
ولا تُطرَح هذه التساؤلات في فرنسا فقط، بل أيضاً في الولايات المتحدة، حيث ظهرت فرضية وصول الفيروس إلى البلاد عبر وفدها العسكري عند عودته من تلك الألعاب العسكرية.
في المقابل، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن الفيروس بدأ الانتشار في 12 مارس، مردفاً: «قد يكون الجيش الأميركي هو من جلب الوباء إلى ووهان»، مطالباً الولايات المتحدة بتفسيرٍ وبمزيدٍ من الشفافية. ومباشرة، حذت الصحافة الصينية حذوه، ونشرت صحيفة غلوبال تايمز مقالاً، بعنوان «الجيش الأميركي.. هل هو ضحية أم ناقل للفيروس؟».
إدارة ترامب ردت التهم إلى مطلقيها، متحدثة عن «فيروس صيني». كما اتهمت بكين بتكميم أفواه الأطباء الذين حذّروا من المرض، وبالتأخّر في إبلاغ العالم عن انتقال العدوى بين البشر.
نوبات ملاريا؟
يتم التركيز اليوم على شهادات الرياضيين الأجانب الذين يتساءلون عن احتمال إصابتهم بالفيروس أثناء إقامتهم في ووهان. وهذا أمر وارد، في ظل إعلان الصين عن إصابة، يرجع تاريخها إلى 17 نوفمبر، ومن دون أي أدلة على أنها الحالة الأولى.
في فبراير الماضي، تم نبش خمسة تقارير صحافية تشير الى دخول رياضيين أجانب المستشفيات أثناء إقامتهم في ووهان. لكن مدير أحد المستشفيات الكبرى في المدينة رد ذلك الى إصابتهم بنوبات الملاريا. وتشير «لوموند» إلى مقابلة، أجرتها البطلة العالمية الحاصلة على الميدالية الأولمبية ايلودي كلوفيل، لقناة محلية فرنسية في نهاية مارس، أعلنت خلالها أنها متأكدة من إصابتها بعدوى «كورونا» أثناء مشاركتها في الألعاب العسكرية العالمية في ووهان.
وبعد ذلك، التزمت الرياضية الفرنسية الصمت، وأزالت القناة المقابلة من موقعها الإلكتروني، وفق «لوموند» التي أضافت إن القوات المسلحة طلبت من الرياضيين عدم الإجابة عن أسئلة الصحافيين حول هذا الموضوع.
عشرة آلاف مشارك
لأول مرة في تاريخ الألعاب العسكرية العالمية ـــــ التي أُنشئت في عام 1995 للرياضيين المرتبطين بالجيش ــــ تم إيواء ما يقرب من عشرة آلاف مشارك في القرية الأولمبية، وتضم نحو خمسة عشر برجاً، ومرافق للتدريب والتموين. أقام الوفد الفرنسي، المؤلّف من 400 شخص، في اثنين من هذه المباني.
إصابة منتخب إيطاليا
في إيطاليا، صدرت تعليمات للرياضيين المشاركين في الألعاب العسكرية العالمية بعدم التحدّث إلى الصحافة. ولكن بعد فوات الأوان، لأن المبارز ماتيو تاغلياريول كان قد صرّح للصحيفة الرياضية «لا غازيتا ديلو سبورت» بأن المنتخب الوطني كله تقريباً ظهرت عليه عوارض المرض. وقال إن المضادات الحيوية لم تنفعه، ولم يستعد عافيته إلا بعد ثلاثة أسابيع، لكن حالة التعب استمرت لفترة أطول، مضيفاً إن «عيادة الألعاب العسكرية أُفرغت من الأسبيرين بسبب تزايد الطلب».
في المقابل، أعلن القسم الرياضي في الجيش الإيطالي أنه لم تكن هناك أي حالات مشتبه بها بين الرياضيين العائدين من الصين؛ لذلك لم يتم إجراء أي اختبار.
السويد: حرارة وعجز
في السويد، المشارِكة هي الأخرى في الألعاب العسكرية، جاء التنبيه في وقت مبكر في منتصف أبريل، حيث أفاد طبيب عسكري للصحافة المحلية بأن الكثيرين من الرياضيين عانوا من الحرارة المرتفعة، وظلوا متعبين وغير قادرين على التدريب أسابيع عدة، بعد عودتهم من ووهان. وأبلغت قواعد سويدية أخرى عن الظاهرة نفسها. ثم خضع خمسة رياضيين لاختبارات مَصلية، تم تشخيص حالة واحدة منها فقط إيجابية.
غموض وشك
وتختم «لوموند» تحقيقها بالقول إن الغموض والشك يخيّمان على هذه المسألة، في وقت تسعى الصين لاستغلالها كعنصر جديد يدعم نظريتها في الانتقال الأجنبي للفيروس.
ويفاقم الاستغلال الصيني رفض السلطات الأوروبية إجراء الاختبارات، على الرغم من الشكوك التي يطرحها الرياضيون علناً، ما يغذّي الشعور بأن ثمة رغبةً في عدم الذهاب بهذه القصة الى نهايتها، ويغذّي معه، كذلك، نظرية المؤامرة.