أكّدت دراسة إيطالية روسية مشتركة ارتفاع الحماية القوية للقاح "سبوتنيك" الروسي ضد متحور "أوميكرون" الجديد مقارنة بلقاحات أخرى.
أكّدت دراسة مقارنة مستقلة فريدة أجراها معهد "سبالانزاني" الإيطالي، بالتعاون مع مركز"غاماليا" الوطني الروسي لأبحاث علوم الأوبئة والأحياء الدقيقة، الحماية القوية ضد متحوّر "أوميكرون" الجديد، مع نشاط تحييدي أعلى للفيروس بأكثر من مرتين، مقارنة بلقاح "فايزر".
أعلن عن ذلك مدير المركز، ألكسندر غينسبورغ، مشيراً إلى أن الدراسة الأخيرة أكّدت على نفس النتائج التي حصل عليها المركز، خلال دراسته المنفصلة المنشورة في ديسمبر 2021. وقد أثبتت البيانات العلمية المعقدة أن "سبوتنيك-V" لديه نشاطاً أعلى في تحييد الفيروس ضد متحور "أوميكرون" بالمقارنة باللقاحات الأخرى، وسوف يلعب دوراً رئيسياً في المعركة العالمية ضد هذا المتحوّر المعدي الجديد.
كذلك أشار نائب مدير مركز "غاماليا"، دينيس لوغونوف، إلى أن معهد "سبالانزاني"، الذي أجريت الدراسة المشتركة معه هو أحد مراكز الأبحاث الأوروبية الرائدة في مجال الأمراض المعدية، وقد وفرت الدراسة الروسية الإيطالية المشتركة فرصة فريدة للتحليل المستقل لمنصات اللقاح المختلفة ضد متحور "أوميكرون". وقد أثبتت منصة ناقلات الفيروس الغداني في قلب لقاح "سبوتنيك-V" و"سبوتنيك لايت" مرة أخرى أنها "الحل الأفضل في خلق مناعة قوية ومستدامة ضد فيروس كورونا ومشتقاته الجديدة"، وفقاً للوغونوف.
من جانبه علّق الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، كيريل دميترييف، على نتائج الدراسة بأن "سبوتنيك-V" يثبت من جديد فعاليته العالية في مكافحة طفرات فيروس كورونا المستجد. وسوف تساعد الشراكة بين المنصات المختلفة للقاحات، إلى جانب التعزيز غير المتجانس للجرعات التنشيطية، في رفع فعالية اللقاحات الأخرى في ضوء التحديات التي ظهرت أخيراً في متحوري "دلتا" و"أوميكرون".
وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت تعزيزاً إضافياً مهماً للحماية من متحور "أوميكرون" بواسطة اللقاح المعزز "سبوتنيك لايت"، والذي يمكن كذلك أن يكون معززاّ للقاحات عالمية أخرى، لتقوية وإطالة حمايتها ضد المتحور الجديد.
وقد أجرى الدراسة فريق من الباحثين الإيطاليين والروس يمثلون معهد "سبالانزاني" ومركز "غاماليا" الوطني الروسي لأبحاث علوم الأوبئة والأحياء الدقيقة، حيث أظهرت الدراسة المقارنة الفريدة أن لقاح فيروس "سبوتنيك-V" ضعف العيار الحجمي من الأجسام المضادة للمتحور "أوميكرون" (B.1.1.529) الناشئة عن جرعتين من لقاح "فايزر" (2.1 ضعف إجمالاً، و2.6 ضعف أعلى بعد 3 أشهر من التطعيم).
أجريت هذه الدراسة في ظروف معملية متساوية بمعهد "سبالانزاني" في إيطاليا، على عينات أمصال مماثلة من أفراد تم تطعيمهم بلقاح "سبوتنيك-V" و"فايزر" بمستوى مماثل من الأجسام المضادة IgG ونشاط تحييد الفيروس (VNA) ضد متحوّر "ووهان".
أظهر "سبوتنيك-V" انخفاضاً أقل بكثير (بـ 2.6 مرة) في نشاط تحييد الفيروس ضد متحور "أوميكرون" بالمقارنة بمتحور "ووهان" المرجعي، مقارنةَ بلقاح "فايزر" (انخفض "سبوتنيك-V" بمعدل 8.1 fold reduction، و"فايزر" بمعدل 21.4 fold reduction).
أوضحت الدراسة كذلك أن "سبوتنيك-V" يحيّد متحوّر "أوميكرون" عن طريق تحفيز استجابة قوية للأجسام المضادة المرتبطة بمستويات عالية من الحماية.
ومن بين الربع الأعلى للأفراد، ممن لديهم أجسام مضادة IgG مرتفعة لـ RBD، والذين تم تطعيمهم بـ "سبوتنيك-V" كان 100% منهم قادرين على تحييد متحور "أوميكرون" بالمقارنة بـ 83.3% من الذين تم تطعيمهم بـ "فايزر".
من بين جميع العينات، تمكنت 74.2% من الأمصال الملقّحة بـ "سبوتنيك-V" من إبطال مفعول "أوميكرون" مقابل 56.9% لملقحات "فايزر".
تناقش الدراسة عدة أسباب لتمكن "سبوتنيك-V" من توليد أجسام مضادة لمتحور "أوميكرون"، بما في ذلك:
يطور "سبوتنيك-V" مجموعة أكبر من الأجسام المضادة إلى محددات مستضدية epitopes مختلفة بعكس لقاح "فايزر"، الذي يستخدم بروتين سبايك في شكل مثبت بالبرولين موجهاً بشكل أساسي إلى محددات مستضدية بعينها، والتي تأثرت بشدة بالطفرات في متحور "أوميكرون".
نظام التطعيم غير المتجانس للجرعة الرئيسية من التطعيم للقاح "سبوتنيك-V".
المحاكاة الأفضل لمنصة لقاح الفيروس الغدي للعدوى.
تدعم البيانات نتائج الدراسة المختبرية الأخيرة، التي أجراها مركز "غاماليا"، والمنشورة في MedRxiv، والتي توضح أن "سبوتنيك-V" يحفّز استجابة قوية من الأجسام المضادة المعادلة لمتحور "أوميكرون"، والتي يتم تعزيزها بشكل أكبر بواسطة الجرعة المعززة "سبوتنيك لايت".
وكان الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، قد احتفل مؤخراً بمرور 10 سنوات على تأسيسه، معتبراً أن أهم إنجاز لفريق الصندوق على مدار السنوات العشر هو لقاح "سبوتنيك".
وقد تأسس الصندوق قبل 10 سنوات برأس مال قدره 10 مليارات دولار، كمنصة لجذب المستثمرين الأجانب إلى الاقتصاد الروسي، وخلال هذه المدة، نفذ الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة أكثر من 100 مشروع استثماري، وجذب إلى الاقتصاد الروسي استثمارات تتجاوز قيمتها 28 مليار دولار، كما تم جذب أكثر من 40 مليار دولار إلى صناديق مشتركة مع شركاء أجانب، بما في ذلك صناديق استثمار من العالم العربي، مثل جهاز قطر للاستثمار، والصندوق السيادي السعودي.
ولدى الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة شراكات استراتيجية مع ما يقرب من 30 جهة، من 18 دولة. وبفضل الصندوق، تحوّل الاقتصاد الروسي إلى نموذج استثماري للنمو، تهدف مشاريعه إلى تحسين نوعية الحياة وتطوير البنية التحتية الاجتماعية، والنقل، وخلق فرص عمل جديدة.