توصلت دراسة جديدة إلى أن هرمون الإستروجين لدى النساء الأكبر سنا يمكن أن يرتبط باحتمال الوفاة من "كوفيد-19".
ووجدت النتائج أن المستويات المرتفعة من الهرمون تحمي من العدوى الشديدة، وفقا للورقة البحثية التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية BMJ.
وبمعنى آخر، فإن النساء الأكبر سنا اللائي يتلقين العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) أقل عرضة للوفاة من "كوفيد-19"، بحسب فريق العلماء السويديين.
وأظهرت الدراسات أن معدل الوفيات بين النساء كان أقل باستمرار من الرجال طوال فترة الوباء، حيث يُفهم أن هرمون الإستروجين يلعب دورا في هذا الاختلاف، حتى بعد مراعاة العوامل المؤثرة المحتملة.
وينطبق هذا أيضا على حالات العدوى الفيروسية الخطيرة الأخرى، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS).
وخلال الدراسة، راقب العلماء 2500 امرأة في الستينيات من العمر ممن تناولن العلاج التعويضي بالهرمونات، وكان معظمهن في فترة انقطاع الطمث، وقد ثبتت إصابتهن بـ"كوفيد-19" خلال الموجة الأولى.
ثم قارنوا بعد ذلك البيانات مع بيانات 12 ألف امرأة من نفس العمر لم يتناولن العلاج التعويضي بالهرمونات، و200 ناجية من السرطان بسبب حاصرات هرمون الإستروجين.
وبالمقارنة مع عدم وجود علاج هرمون الإستروجين، كانت احتمالات الوفاة من "كوفيد-19" أعلى بمرتين بين النساء اللائي يتناولن حاصرات هرمون الإستروجين، ولكن أقل بنسبة 54% بين النساء اللائي يتناولن العلاج التعويضي بالهرمونات.
وتابعت الدراسة المرضى اللائي وقع إدخالهن إلى المستشفى بين فبراير وسبتمبر 2020، خلال الموجة الأولى من الوباء.
وادعى الخبراء الآن أن هرمون الإستروجين قد يكون قادرا على الحماية من فيروس كورونا لأنه يعزز المناعة، ويساعد الجسم على محاربة العدوى والفيروسات.
ولكن يعتقد البعض الآخر أن الدراسة لا تأخذ في الاعتبار المتغيرات الأخرى، مثل نمط الحياة والوزن والنظام الغذائي.
وينتج كلا الجنسين هرمون الإستروجين، ولكن النساء ينتجن مستويات أعلى بكثير من الهرمون لأنه جزء من الدورة الشهرية.
وعندما تصل النساء إلى سن اليأس، تبدأ مستويات هرمون الإستروجين لديهن في الانخفاض، ويمكن أن يؤدي إلى الهبّات الساخنة والتعرق الليلي وأعراض أخرى.
ويمكن للمرأة أن تأخذ العلاج التعويضي بالهرمونات للتخفيف من الأعراض، حيث يحل الدواء محل مستويات هرمون الإستروجين المنخفضة بسبب انقطاع الطمث.
وأخذت البيانات المستخدمة في الدراسة من قواعد البيانات السويدية، مع وفاة 2.1% من الفيروس ممن تناولوا العلاج التعويضي بالهرمونات.
لكن من بين أولئك اللواتي لم يتلقين أي علاج، توفيت 4.6% من العدوى، في حين توفيت 10% من النساء اللائي تناولن حاصرات هرمون الإستروجين بعد أن ثبتت إصابتهن.
وقالت البروفيسورة مالين سوند من جامعة أوميو في السويد، إن النساء اللائي يستخدمن العلاج التعويضي بالهرمونات كان لديهن معدل وفيات أقل من غيرهن عندما وقع تعديل النتائج حسب الدخل والتعليم.
وأضافت البروفيسورة سوند: "تُظهر هذه الدراسة ارتباطا بين مستويات هرمون الإستروجين ووفيات كوفيد. وبالتالي، قد يكون للأدوية التي تزيد من مستويات هرمون الإستروجين دور في الجهود العلاجية للتخفيف من شدة كوفيد لدى النساء بعد سن اليأس ويمكن دراستها في تجارب ذات شواهد".
وزعم العلماء أن الإستروجين قد يساعد أيضا في حماية النساء عن طريق الحد من الأماكن التي يمكن للفيروس أن يدخل فيها إلى الخلايا.