ساينس ديلي
وجد فريق من الباحثين الدوليين أن المستخلص من لحاء شجرة النيم قد يساعد في علاج وتقليل انتشار فيروس كورونا.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت مؤخرا في مجلة Virology، أن مكونات لحاء النيم قد تستهدف مجموعة واسعة من البروتينات الفيروسية، ما يشير إلى إمكاناته كعامل مضاد للفيروسات ضد المتغيرات الناشئة من فيروسات كورونا (بما في ذلك SARS-CoV-2).
واستخدمت شجرة النيم، التي يعود أصلها إلى الهند، منذ آلاف السنين لخصائصها المضادة للطفيليات والبكتيريا والفيروسات.
وساعد مستخلص اللحاء في علاج الملاريا وقرحة المعدة والأمعاء والأمراض الجلدية والعديد من الأمراض الأخرى.
وقالت ماريا ناجل، الباحثة المشاركة في الدراسة، وأستاذة البحث في قسم طب الأعصاب وطب العيون في جامعة كاليفورنيا: "إن الهدف من هذا البحث هو تطوير دواء يعتمد على النيم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض خطير عندما يصاب شخص ما بفيروس كورونا".
وأضافت: "نأمل ألا يضطر العلماء إلى تطوير علاجات جديدة باستمرار في كل مرة يظهر فيها نوع جديد من SARS-CoV-2. تماما مثل الطريقة التي نتعامل بها مع البنسلين لعلاج التهاب الحلق، نتخيل تناول الدواء القائم على نيم لكوفيد-19، ما يسمح لنا باستئناف حياتنا الطبيعية دون خوف من العلاج في المستشفى والموت".
وحقق العلماء في تأثير مستخلص اللحاء على فيروسات كورونا في مختبراتهم. وفي الهند، اختبره الباحثون على نماذج حيوانية وأظهروا أن له خصائص مضادة للفيروسات.
و باستخدام النمذجة الحاسوبية، توقع الباحثون أن مستخلص لحاء النيم سيرتبط ببروتين "سبايك" في SARS-CoV-2 في مواقع مختلفة، ما يمنع دخول الفيروس إلى الخلايا المضيفة.
وفي جامعة كولورادو أنشوتز، فحص مختبر Nagel مستخلص لحاء النيم في خلايا الرئة البشرية SARS-CoV-2. وأثبت فعاليته كدواء وقائي للعدوى كما قلل من تكاثر الفيروس وانتشاره بعد الإصابة.
وأوضحت ناجل: "تتمثل الخطوة التالية في بحثنا في تحديد المكونات المحددة في مستخلص لحاء النيم المضادة للفيروسات. ولأن هذه المكونات ترتبط بمناطق مختلفة من SARS-CoV-2 ، ونعتقد أنها ستكون فعالة على المتغيرات الناشئة ذات الطفرات المرتفعة. وسنحدد بعد ذلك صياغة جرعة دواء مضاد للفيروسات لعلاج عدوى فيروس كورونا".
وقال العلماء إن هذا البحث يمكن أن يوجه الجهود العلاجية الجديدة المضادة للفيروسات لمكافحة الوباء المستمر، مع الوفاء بوعود علاج سلالات فيروس كورونا الجديدة.