خاص "كورونا نيوز"
سباق محموم، يعيشه لبنان بين أرقام المصابين بفيروس كورونا، والاجراءات الوقائية - الصحية. ترتفع أعداد الحالات الجديدة يومياً بنسبة تلامس حد الانتشار الواسع، فتزداد الاجراءات الأمنية والإدارية تشدداً. المستشفيات الحكومية، والخاصة تتأهب وتستنفر كل طاقاتها لمواجهة هجمة الأرقام المرتقبة في الاسبوعين الرابع والخامس من الانتشار.
في صلب هذا المشهد المربك، تفاصيل لا بد من التوقف عندها على صعيد المصابين، من ألم التجربة لحظة إجراء الفحوصات، وتلقي نتيجة الفحوصات الايجابية، الى الحجر الصحي وتلقي العلاج: "هي رحلة بلا حقيبة ولا تأشيرة وبلا أفق للعودة"، هكذا يختصرها "يعقوب عباس" - لموقع corona news - الشاب الذي أُصيب وتعافى.
الوجع نفسي وجسدي .. إحموا نفسكم وغيركم
"عباس يعقوب" شاب عشريني من أوائل المصابين بالفيروس في لبنان. بعد عودته من ايران، شعر بعوارض تشبه عوارض كورونا، فخضع للفحوصات الطبية اللازمة، وكانت النتيجة ايجابية: "كانت هذه من أصعب لحظات حياتي" يقول يعقوب لموقعنا، ويضيف "إن الوجع النفسي يكاد يكون الرحلة الأصعب والأقصى، من حيث الوجع، والاصابة، والمصير، وايضاً والإنعزال عن الأهل والأصدقاء والأحبة..".
ربما عمر عباس يعقوب الذي ما يزال في ريعان الشباب شفع له في القدرة على مواجهة الفيروس وعدم تمكنه من الجهاز التنفسي، لكن "أيام العلاج كانت جداً صعبة، من يوميات المراقبة، وتلقي العلاج، الى إجراء الفحص والتقييم الطبي، ثم النوم في سرير منفردًا لا تملك اية اجابة واضحة حول وضعك الصحي" يقول يعقوب، مضيفا "كل ذلك يشعرك بمرارة التجربة". تتبدل نبرة صوته وهو يتذكر محطات صعبة جداً في رحلة العلاج اليومي في مستشفى الحريري الحكومي "عندما كنت أتلقى نتيجة الفحص لمعرفة اذا ما كنت قد تعافيت من الفيروس أم لا، فتأتي النتيجة ايجابية، أي أني ما أزال حاملًا للفيروس، كانت تلك اللحظات محبطة جداً بالنسبة لي" يقول يعقوب.
بعد رحلة استثنائية مع فيروس استثنائي أصاب العالم، خرج عباس يعقوب من دائرة المصابين بالفيروس الخفي، كان من أول المتعافيين ايضاً، الذين حجروا أنفسهم بعد الخروج لاستكمال الإجراءات الصحية والطبية. لكن يعقوب اليوم "ولأننا دخلنا فعلاً بالمرحلة الحساسة والمفصلية، وحتى لا تنتشر هذه التجربة وتدخل البيوت، وحتى لا يعذب كبارنا وشبابنا وصغارنا، يرى أنه لا بد من أخذ الإجراءات الاحترازية، والحجر المنزلي" بهذه الكلمات يناشد يعقوب اللبنانيين، انطلاقاً من تجربته مع كورونا، ويختم الكلام بنصيحة: "لا تفتحوا أبوابكم لهذه التجربة، لأنها مخيفة ومريبة".