اشتعل غضب الأطباء في مصر بعد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في صفوفهم في ظل ضعف واضح للقدرات الصحية، وعدم توفر أماكن لهم في مستشفيات العزل، في وقت طالبت فيه نقابة الأطباء بزيادة عدد مستشفيات العزل نظرًا لارتفاع أعداد المصابين.
وطالبت نقابة الأطباء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة تخصيص مستشفى لعزل الأطباء وأعضاء الفريق الطبي بعدما تفاقمت في الآونة الأخيرة مشكلة التأخير في نقل أعضاء الفريق الطبي المصابين بفيروس كورونا إلى مستشفيات العزل.
وفي بيان لها، أوضحت نقابة الأطباء أنها تلقت ملاحظات من الأطباء العاملين بمختلف الجهات، تفيد بأن هناك تكدسا للمرضى في مستشفيات العزل، مما يترتب عليه أحيانا تأخير في نقل المصابين بكورونا إلى مستشفيات العزل حال الاحتياج لذلك، وأحيانا التأخير في نقل المصابين منهم بأعراض بسيطة لأماكن الحجر الأخرى المقررة بخلاف المستشفيات، مثل المدن الجامعية.
وطالبت النقابة بسرعة فتح مستشفيات عزل جديدة بمختلف المحافظات طبقا لمؤشر الإصابات بكل محافظة، كما طالبت بزيادة أماكن الحجر غير العلاجية مثل المدن الجامعية (مبان مخصصة لسكن طلاب الجامعات) والتعاقد مع بعض الفنادق في حال عدم كفاية المدن الجامعية.
بيان نقابة الأطباء يأتي بعدما تفاقم الوضع في مستشفى الزهراء الجامعي، حيث قال عضو مجلس نقابة الأطباء إبراهيم الزيات إن عدد المصابين بفيروس كورونا في المستشفى ارتفع إلى 143، جميعهم من العاملين بالمستشفى من الفرق الطبية من أطباء وممرضين وفنيين.
وقبل يومين، قرر رئيس جامعة الأزهر محمد المحرصاوي غلق مستشفى الزهراء الجامعي بصفة مؤقتة بعد ثبوت حالات إيجابية بفيروس كورونا في مختلف الأقسام الداخلية.
وتصاعدت الأزمة ومعها غضب الأطباء بعدما رفض مستشفى عزل الأزهر استقبال أطباء الامتياز (أطباء حديثو التخرج) بمستشفى الزهراء الجامعي بعد تأكيد إصابتهم لمدة 12 ساعة، بسبب عدم استعداد المستشفى، ليتم وضعهم بعدها في الاستقبال لحين تجهيز الغرف.
وأكد الزيات أن مستشفى الأزهر التخصصي المخصص للعزل لم يعد يوجد به أماكن لاستقبال المصابين، وأنهم يبحثون عن أماكن لعزل باقي المصابين، لافتًا إلى أن عدد من يبحثون عن أماكن غير معلوم، وأن هناك اتصالات مع وزارة الصحة لحل الأزمة.
كما أكد عضو مجلس نقابة الأطباء أحمد صفوت أن "أغلب الحالات المصابة تم عزلها بمستشفى الأزهر التخصصي، لكن حاليًا امتلأ المستشفى بالمرضى ولم يعد هناك مكان، وبعض الحالات لا تجد أماكن ولم تُعزل حتى الآن، وهم نحو 20 طبيبا، بسبب تأخر وزارة الصحة في التنسيق لعزلهم"، بحسب تصريحات صحفية.
وقد فجر تزايد إصابات الأطباء وعدم وجود مكان في مستشفيات العزل، غضب العديد من الأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال بعضهم إن وزارة الصحة تعمل من دون خطة واضحة سواء فيما يخص التعامل مع المرضى أو مع الفرق الطبية. ولفت آخرون إلى أن هناك العديد من المرضى المصابين بالأمراض الصدرية يعانون بشدة بسبب عدم استقبالهم في المستشفيات.

