نقلاً عن وكالة الانباء العراقية - عبد الهادي مهودر
في العراق وفي كل العالم أصبحت وزارات الصحة خط الصد الأول بوجه العدو المشترك فايروس كورونا، ووزارة الصحة والبيئة العراقية تحول اطباؤها وممرضوها الى ضباط وجنود في السواتر الأمامية واصبح الطبيب أقرب الى الخطر من افراد الجيش والقوات الأمنية، ووزارة الصحة اليوم تقود المعركة وتسخر لها الدولة امكانات وزارتي الدفاع والداخلية وبقية الوزارات واناطت الحكومة رئاسة خلية الأزمة بوزير الصحة ويوصي مجلس الوزراء في جميع جلساته بالالتزام بمقرراتها مما يجعلها اقرب ماتكون الى وزارة حرب.
وفي كل هذا العالم الخائف والمختبئ في المنازل تخرج الملاكات الصحية والفرق الطبية الى ميادين المواجهة ويعرضون انفسهم وعوائلهم لخطر الإصابة والموت بل ويتعرضون للإعتداء والاستخفاف في حالات كثيرة من قبل مواطنين جهلة جندوا انفسهم لخدمة العدو دون قصد، وهي حالة سلبية ترتقي لمرتبة الخيانة في الحروب، ووزارات الصحة اليوم تدافع وتحمي المواطن بإجراءاتها وارشاداتها وتقود خلية الأزمة التي تضم وزارات الدولة ومؤسساتها وأذرعها الإعلامية، وفي هذه الحرب الشاملة تحولت المستشفيات والمراكز الصحية الى معسكرات لكن دون رصاص ومدافع ودبابات وطائرات حربية فهذا السلاح الذي دمر الانسانية تم تحييده في المعركة واكتشفت الدول انها خسرت ثرواتها في تخزين الحديد الذي لم ينفعها في مواجهة عدو صغير لايرى بالعين ولا بالرادارات.
وعلى مستوى العالم تقدَمَ دور منظمة الصحة العالمية وأصبحت تراقب وتقيّم الأداء وتقف على مجريات هذه الحرب الضروس التي تخوضها وزارات الصحة في كل العالم.
إن قياس النجاح في حرب كورونا مرهون بإدارة الأزمة وبتجاوز هذا الاختبار العسير وبنجاح وزارة الصحة في حماية الشعب وتنفيذ خطط التصدي لهذا الفايروس ومنع تفشيه وبنجاح طرق الوقاية والفحص والحجر والرصد الصحي والبيانات الدقيقة وبدعم وتضامن الجميع في هذه المعركة الشاملة .
ولا غرابة أن تنقلب موازين القوى العالمية حسب القدرات والأنظمة الصحية للدول والحكومات في هذه الأزمة وحسب وعي الشعوب والتزامها الصارم بالإرشادات والتحذيرات الصحية وحسب مهارة المقاتل الصحي وشجاعته.. فنحن على أعتاب عالم جديد سترسم خريطته الدول المنتصرة على فايروس كورونا.