نقلًا عن الجزيرة نت - عبد العزيز أبوبكر- ديربان
دعما لجهود السلطات الصحية في جنوب أفريقيا، يقف أطباء وممرضون عرب في الخطوط الأمامية لدحر فيروس كورونا المستجد الذي يسجل نسبا متزايدة من الإصابات والوفيات بالبلاد.
ويتحمل الأطباء العرب مخاطر كبيرة في سعيهم لإنقاذ المرضى، علاوة على الضغوط النفسية الهائلة التي يتعرضون لها بعيدا عن أوطانهم.
لكن لعل ما يخفف عنهم أن جهدهم يجد التقدير والإشادة، وبحسب مسؤولين في وزارة الصحة فإن الأطباء "الأجانب" خصوصًا العرب في جنوب أفريقيا أثبتوا خبرة ومهارة كبيرتين في التعامل مع المرضى، ويعمل الكثير منهم لساعات طويلة بمقابل مادي بسيط.
من هؤلاء الأطباء أحمد الغباشي الذي تم اختياره ليكون من ضمن الفريق الطبي للاستجابة الأولية للحالات المصابة بالفيروس.
تحديات وضغوط
يقول الغباشي -وهو طبيب زمالة مصري في التخدير- إن جنوب أفريقيا تتمتع بخبرات طبية عالية وبحريات دينية لا تتوفر في العديد من الدول ولهذا اختارها مكانا للدراسة والعمل.
وأضاف أن ساعات عمله الطويلة تشكل ضغطًا كبيرًا على حياته، وقد ساهم انتشار فيروس كورونا بجعل هذا الضغط أكبر على عائلته.
وتشير تقديرات إلى أن عشرات من الأطباء والعاملين بالمهن الطبية من ليبيا ومصر والسودان وفلسطين وجنسيات عربية أخرى يقومون بعملهم في المستشفيات بجنوب أفريقيا في هذه الفترة أثناء تفشي فيروس كورونا.
ويقول الدكتور محمد بربخ -وهو طبيب زمالة فلسطيني في قسم الجراحة يعمل في مدينه جوهانسبيرغ- إن جنوب أفريقيا مشهود لها بحسن التخطيط وإدارة الأزمات والكوارث الصحية والأمراض المعدية.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن وزارة الصحة في جنوب أفريقيا قامت بتهيئتهم كأطباء بدورات للتعامل مع الحالات وقدمت لهم كل مستلزمات الوقاية الطبية.
دعم الخبرات
وكان رئيس اللجنة الاستشارية الوزارية بشأن فيروس كورونا في جنوب أفريقيا، سليم عبد الكريم قد أكد أن الإغلاق الوطني بالدولة ساعد في الحد من الحالات الجديدة للفيروس المعروف باسم سارس كوف 2.
إلا أن عبد الكريم حذر من أنه من غير المحتمل أن تتجنب البلاد زيادة حادة بالحالات في المستقبل. وأوضح أن جنوب أفريقيا استعدت بالفعل خلال فتره الإغلاق التام لموجة من الحالات في نهاية المطاف، على سبيل المثال، عن طريق إقامة المستشفيات الميدانية وزيادة قدرتها على إجراء عمليات الدفن، إضافة إلى تدريب الطواقم الطبية على التعامل مع الحالات المصابة.
ويقول الدكتور صائب أكرم إن جنوب إفريقيا قادرة على الاستفادة من العاملين في مجال الرعاية الصحية المؤهلين والمدربين الأجانب الموجودين بالفعل في البلاد.
وأضاف أكرم -وهو طبيب طوارئ يعمل في مدينة جوهانسبيرغ- إن الأطباء العرب قادرون على العمل في الخطوط الأمامية للرعاية الحثيثة أثناء تفشي المرض إلى جانب أطباء غرفة الطوارئ الجنوب أفريقية.
إضافة إلى عدد الأطباء العرب والأفارقة الأجانب المنتشرين في مستشفيات مدن جنوب أفريقيا على الخطوط الأمامية -بجانب الأطباء الجنوب أفريقيين في مواجهة الفيروس- وصل في 27 أبريل/نيسان، أكثر من مئتي طبيب وعامل صحي من كوبا إلى جنوب أفريقيا للمساعدة في الحد من تفشي فيروس كورونا.
ويقول أطباء إن جنوب أفريقيا بكوادرها الوطنية وباستفادتها من كوادر أجنبية مدربة يمكن أن تحقق أهدافها في التصدي للفيروس.
كانت وزارة الصحة بجنوب أفريقيا قد أعلنت، ارتفاع إجمالي الإصابات بفيروس كورونا إلى أكثر من 12 ألف حالة والوفيات إلى 219.
فيما تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم 4.5 ملايين، تُوفي منهم نحو 300 ألف، في حين تعافى من المرض ما يزيد على 1.5 مليون.