قال باحثون إسبان إن امرأة تعمل في مجال الرعاية الصحية وتبلغ من العمر 31 عاما أصيبت بفيروس كورونا مرتين في غضون 20 يوما - وهي أقصر مدة زمنية معروفة بين إصابتين بالفيروس.
وتُظهر الاختبارات أن المرأة أصيبت بمتحورين مختلفين - دلتا في أواخر ديسمبر/كانون الأول، ثم أوميكرون في يناير/كانون الثاني.
يقول الباحثون إن هذا يدل على أنه حتى لو سبق وأصبت من قبل بفيروس كورونا، فلا يزال من الممكن أن تصاب بالعدوى مرة أخرى حتى لو حصلت على التطعيم بالكامل.
وتصل الفترة المعروفة للإصابة بالعدوى مرتين في المملكة المتحدة إلى 90 يوما.
وبناء على هذا التعريف، يقول مسؤولو الصحة إنه من المحتمل أن يكون ما يقرب من 900 ألف شخص قد أصيبوا مرتين بفيروس كورونا حتى بداية أبريل/نيسان.
ومن الصعب تحديد الرقم الدقيق، لأن تسلسل الجينوم الكامل فقط هو الذي يمكن أن يؤكد أن العدوى ناتجة عن سلالات مختلفة.
ولم تظهر أي أعراض على المرأة الإسبانية بعد أول اختبار إيجابي لها، لكن بعد أقل من ثلاثة أسابيع أصيبت بسعال وحمى، وهو ما دفعها إلى إجراء اختبار آخر.
وعندما جرى تحليل الاختبارات بشكل أكبر، أظهرت النتائج أن المريضة قد أصيبت بسلالتين مختلفتين من فيروس كورونا.
وفي عرض تقديمي في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية، قالت مؤلفة الدراسة الدكتورة جيما ريسيو إن الحالة أظهرت أن أوميكرون يمكن أن "يتجنب المناعة السابقة المكتسبة إما من عدوى طبيعية بمتحورات أخرى أو من اللقاحات".
وقالت: "بعبارة أخرى، لا يمكن للأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا من قبل افتراض أنهم محميون من الإصابة مرة أخرى، حتى لو تم تطعيمهم بالكامل".
وأضافت ريسيو، التي تعمل بمعهد كاتالا دي سالوت بتاراغونا في إسبانيا: "مع ذلك، يبدو أن كلا من العدوى السابقة بمتغيرات أخرى واللقاحات يحميان جزئيا من الإصابة بأعراض شديدة ومن دخول المستشفى لدى المصابين بأوميكرون".
وتابعت بالقول: إن مراقبة عودة الإصابة بالفيروس للأشخاص الذين جرى تطعيمهم بالكامل أمر مهم، وسيساعد في البحث عن المتغيرات التي تتجنب اللقاحات.
وارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا بشكل حاد في ديسمبر/كانون الأول 2021 بعد ظهور متحور أوميكرون الأكثر عدوى وانتشارا، وكانت هناك زيادة أخرى عندما ظهرت سلالة مختلفة قليلا منه تسمى "بيه إيه 2" في أوائل مارس/آذار.
قبل ذلك، كانت العدوى الثانية لا تمثل سوى واحد في المئة فقط من جميع الحالات المسجلة في المملكة المتحدة - لكن هذه النسبة ارتفعت الآن إلى 11 في المئة.
ومن المرجح أن يكون معظمهم مصابين سابقين بمتحوري ألفا أو دلتا ثم يصابون مرة أخرى بأوميكرون الأكثر عدوى.
ويتوقع العلماء أن يصاب كل شخص في النهاية بفيروس كورونا مرتين، وربما عدة مرات على مدار حياته.