خلال عامين من الوباء، كان ارتداء أقنعة الوجه إلزاميا لمكافحة انتشار فيروس كورونا، ومع ذلك، لم يعد هذا الإجراء شرطا صارما في معظم دول العالم، بل أضحى مجرد توصية صحية. وفي ظل الدراسات العديدة التي أجراها الباحثون والعلماء حول العالم، كانت أقنعة الوجه موضوع بحث هام لمعرفة مدى فعاليتها في درء خطر العدوى، وأيضا البحث في آثارها السلبية على الأشخاص وحتى على البيئة.
وأثبتت أقنعة الوجه، بشرط ارتداء النوع المناسب، فعاليتها في وقف انتشار الفيروس. لكن هذا لا يعني أنها كانت غير ضارة تماما، حيث وجدت دراسة جديدة أنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة جفاف العين. ومتلازمة العين الجافة، كما يوحي الاسم هي حالة تصبح فيها العين جافة.
ووجدت الدراسة المنشورة في مجلة Scientific Reports أن ارتداء القناع مرتبط بزيادة خطر الإصابة بهذه المتلازمة. ونظرا لأن الحالة كانت منتشرة خلال فترة الزامية ارتداء أقنعة الوجه، أطلق الخبراء عليها اسم " جفاف العين المرتبط بالقناع" (Mask-Associated Dry Eye)، أو MADE للاختصار. وكان معدل حدوث "جفاف العين المرتبط بالقناع" أعلى لدى من يرتدون النظارات والعدسات اللاصقة.
وتظهر أعراض متلازمة جفاف العين في العينين، ومنها ما يلي:
- الحكة
- تقرح
- الشعور بوجود رمل في العين
- الاحمرار
- الضبابية
- حساسة للضوء
- عيون دامعة أكثر من المعتاد
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) إن جفاف العين يحدث عندما لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من الدموع أو عندما تجف العيون بسرعة.
وكما هو الحال مع الظروف الأخرى، يمكن لعدد من عوامل الخطر أن تزيد من احتمالية تطور الحالة مثل العمر، وارتداء العدسات اللاصقة، والنظر إلى شاشات الكمبيوتر لفترة طويلة دون انقطاع، أو قضاء الوقت في بيئات مكيفات الهواء، أو بيئات ساخنة. ويمكن أن يكون للتدخين أو شرب الكحول تأثير أيضا.
وبالإضافة إلى عادات نمط الحياة، يمكن أن تكون البيئة الطبيعية مؤثرة أيضا، حيث إذا كان الجو باردا أو عاصفا أو مغبرا أو جافا، فمن المرجح أن يصاب الشخص بجفاف العين. ويمكن أن يكون جفاف العين أيضا من الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تنشأ نتيجة لحالة أكثر خطورة مثل التهاب الجفن أو متلازمة سجوجرن أو الذئبة.