لقد أدى وباء فيروس كورونا إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع للرجال في روسيا بمقدار 2.8 سنة وللنساء بمقدار 3.7 عام.
أعلن ذلك الثلاثاء 17 مايو العضو المراسل في أكاديمية العلوم، الروسية ورئيس معهد البحوث الديموغرافية التابع للمركز الفدرالي لعلم الاجتماع التابع لأكاديمية العلوم الروسية، سيرغي ريازانتسيف، في اجتماع هيئة رئاسة الأكاديمية الروسية.
وقال:"إن اتخاذ تدابير السياسة الديمغرافية في روسيا، والتي بدأت في منتصف العقد الأول من القرن الجاري، أعطانا ديناميكية إيجابية وناجحة إلى حد ما، حتى أننا اقتربنا من مستوى بلدان شرق ووسط أوروبا، مع ذلك فإن وباء فيروس كورونا قلل من متوسط العمر المتوقع، وسرق في غضون عامين 29٪ للرجال و 58٪ للنساء من إجمالي الزيادة التي حققناها الأعوام الماضية.
انخفضت لأول مرة معدلات النساء بشكل ملحوظ، أي أكثر من معدلات الرجال، وعادت إلى مستويات أعوام 2008 - 2014.
وأودى "كوفيد" بحياة حوالي 467 ألف شخص في روسيا عام 2021 ، وهذا المؤشر مهم للغاية وقد تفاوت إقليميا: من جمهورية تيفا بجنوب سيبيريا حيث سرق الوباء نمو 11٪ من الزيادة إلى جمهورية انغوشيا ( 50% من الزيادة).
وشهدت 50 منطقة زيادة في عدد الوفيات عام 2021 ، ما يزيد عما كانت عليه عام 2020. وتطوّر الوضع الديموغرافي سيئا في مناطق شرق سيبيريا ومنطقة شمال غرب روسيا وفي بعض المدن الكبرى.
وحسب، ريازانتسيف، فإن العائق الرئيسي أمام نمو متوسط العمر المتوقع في روسيا هو الاختلاف الأكبر في هذا المؤشر بين الرجال والنساء بسبب زيادة سريعة لمعدلات وفيات الرجال، في المقام الأول بسن العمل.
كما يمكن ملاحظة الفروق في متوسط العمر المتوقع بين المناطق. وإذا كانت موسكو وبطرسبورغ قابلة للمقارنة مع دول وسط وشرق أوروبا، فإن منطقتي تيفا وتشيتا ومحافظة آمور تشبه أوضاع البلدان الأوروبية في النصف الأول من القرن العشرين. وحسب، ريزانتسيف فإن متوسط العمر المتوقع في جمهورية تيفا على سبيل المثال بلغ 66 عاما، وفي موسكو 78.4 عاما.
وقال العالم الروسي إنه من الضروري اتخاذ تدابير لإنقاذ حياة السكان البالغين العاملين. وهناك أسباب خارجية للوفاة، مثل الحوادث والعنف وإصابات النقل. لكن بالإضافة إلى ذلك، هناك أمراض معدية مزمنة مرتبطة بعوامل الخطر السلوكية مثل تناول المشروبات الكحولية والمخدرات والتدخين وقلة النشاط البدني والنظام الغذائي غير الصحي.