توصلت دراسة جديدة إلى أن الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن تلحق أضراراً مستمرة بأعضاء الجسم، بما في ذلك القلب والرئتان والكلى.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد تتبع فريق الدراسة 159 شخصاً تم نقلهم إلى المستشفى بعد إصابتهم بـ«كورونا» في الفترة ما بين مايو (أيار) 2020 ومارس (آذار) 2021.
وأجرى الفريق مجموعة من الفحوص الطبية واختبارات الدم للمشاركين بشكل مستمر بعد خروجهم من المستشفى، مع إعطاءهم أيضاً استبيانات لإكمالها.
وبعد ذلك، قارن الباحثون البيانات والنتائج مع تلك الخاصة بـ29 شخصاً آخرين من الفئة العمرية نفسها للمشاركين، لكنهم لم يصابوا بـ«كورونا».
وكتب المؤلفون في دراستهم، التي نشرت في مجلة «نيتشر ميديسين»، أن أولئك الذين تم نقلهم إلى المستشفى نتيجة إصابتهم بـ«كورونا» عانوا من العديد من المشكلات الصحية المستمرة بأعضائهم، بما في ذلك القلب والكلى والرئتان.
علاوة على ذلك، أكد الفريق أن شدة هذه الأعراض المستمرة ترتبط إلى حد كبير بمدى خطورة عدوى «كورونا» نفسها.
وركز الباحثون تحديداً على المشكلات المتعلقة بالقلب، حيث وجد الفريق أن نحو 13 في المائة، أو واحد من كل ثمانية، ممن تم نقلهم إلى المستشفى بسبب إصابتهم بـ«كورونا»، أصيبوا بالتهاب عضلة القلب.
وقال الدكتور أندرو مورو، من جامعة جلاسكو باسكتلندا، والذي شارك في هذه الدراسة الجديدة، إن نتائجهم تعزز أهمية كل من برنامج اللقاح والعلاجات الجديدة التي قللت بشكل كبير من عدد حالات الإصابة بأعراض «كورونا» الشديدة.
وسبق أن أبلغ معظم مرضى «كورونا طويل الأمد» عن أعراض تشمل التعب وضيق التنفس وألم الصدر والاضطرابات المعرفية، بما في ذلك «ضباب الدماغ» وآلام المفاصل.
وتم الإبلاغ أيضاً عن خلل وظيفي في بعض الأعضاء، مثل القلب والرئتين والدماغ بشكل أساسي، حتى بين أولئك الذين لم تظهر عليهم أعراض ملحوظة بعد انتقال الفيروس إليهم مباشرة.
إلا أن الدراسات السابقة كشفت عن أن أقل من ثلث المرضى الذين يعانون من أعراض «كورونا» المستمرة بعد دخولهم المستشفى بسبب المرض يشعرون أنهم تعافوا تماماً بعد عام، في حين أن هذه الدراسة الجديدة تشير إلى إمكانية استمرار هذه المشاكل الصحية إلى الأبد.