أفاد خبراء صحة أن مرض "الهربس النطاقي" أو "القوباء المنطقية"، المعروف أيضا باسم "الحزام الناري"، يختلف عن جدري القردة في جوانب كثيرة، مكذبين أن تكون لقاحات كورونا مسببة للمرض المتفشي حديثا.
وقال خبراء إن الاختلاف بين هذين المرضين يعود إلى عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بهما، وكيفية ظهور الطفح الجلدي المصاحب لهما.
جاء ذلك في تقرير لوكالة رويترز، كذّبت من خلاله بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي زعمت مؤخرا أن حالات جدري القردة المسجلة مؤخرا هي مرض "الهربس النطاقي" وأن اللقاحات المضادة لكورونا كانت السبب بالمرض، حيث نقلت الوكالة عن خبراء بأن المرض الذي سجلت الإصابات به في أكثر من 20 دولة إلى الآن، هو مرض معدٍ قائم بذاته.
وقال الأستاذ المساعد في قسم الطب التجريبي في جامعة مكغيل، في كندا، دون فينه، إن "هناك اختلافات كبيرة بين جدري القردة والهربس النطاقي"، مؤكدا أنه "على الرغم من أن كليهما فيروسات، إلا أنهما ينتميان لعائلات فيروسية مختلفة".
من جانبه، قال بوغوما كابيسن تيتانجي، زميل الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة إيموري، في ولاية جورجيا الأمريكية، إن "القوباء المنطقية يسببها نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء المسمى Varicella Zoster Virus VZV، وهو ليس من نفس عائلة الفيروس الذي يسبب جدري القردة".
أثار تفشي مرض جدري القردة مؤخرا في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا والشرق الأوسط حيرة خبراء الصحة وعزز المخاوف من احتمال انتشار المرض على نطاق أوسع.
وينتمي جدري القردة إلى فصيلة فيروس "الأورثوبوكس" من عائلة "Poxviridae"، والتي لا علاقة لها بـ "VZV"، وفق قوله.
وجدري القردة الذي كان في السابق مقصوراً على غرب ووسط أفريقيا، قال فينه إنه "مرض ينتقل بشكل أساسي إلى الإنسان من الحيوانات".
أما سيث بلومبرغ، وهو أستاذ الطب المساعد في جامعة كاليفورنيا، فقال لرويترز إن جدري القردة هو عدوى تنتج عن ملامسة شخص أو حيوان مصاب، مشيرا إلى أنه "بينما القوباء المنطقية هي إعادة تنشيط للفيروس الذي يسبب جدري الماء".
وأضاف: "ترتبط عوامل الخطر المعروفة لجدري القردة في الغالب بالتعرض للأشخاص أو الحيوانات المصابة، في حين أن عوامل الخطر للهربس النطاقي هي الشيخوخة، والتثبيط المناعي".
وعلى الرغم من أن كلا المرضين يسببان طفحًا جلديًا مصحوبًا ببثور صغيرة، إلا أن هناك اختلافات في نوع الطفح الجلدي وتوزيع البثور على الجلد.
وقال بلومبرغ: "تميل القوباء المنطقية إلى التأثير على شريط واحد ضيق من الجلد على جانب واحد فقط من الجسم، في حين أن جدري القردة يمكن أن يؤثر على الجسم بأكمله".
وعادة ما يسبب الهربس النطاقي الألم أو الوخز أو الانزعاج قبل ظهور البقع الجلدية التي تسمى "الحويصلات"، وهي عبارة عن بثور صغيرة من السوائل، وتكون البقع التي تخلفها القوباء المنطقية عادة موضعية، على الرغم من أنه في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تشمل أكثر من مكان واحد على الجلد "بل يمكنها حتى أن تشمل الجسم بأكمله في حالات نادرة" على حد تعبيره.
كشفت منظمة الصحة العالمية، أنه تم الإبلاغ عما يقرب من 200 حالة إصابة بجدري القردة في أكثر من 20 دولة لا يُعرف عنها عادةً تفشي المرض غير المعتاد.
ويمكن أن تميز الاختبارات بين المرضين، حيث يمكن استخدام تقنيات تضخيم الحمض النووي مثل اختبار "بي سي أر" للتمييز بين الفيروسين.
وخلص تقرير رويترز إلى أن القوباء المنطقية ليست نفس مرض جدري القردة، فالمرضان سببهما فيروسات من عائلات مختلفة "ومن غير المنطقي الخلط بينهما".
وادعى البعض على الإنترنت أن الحالات المكتشفة مؤخرًا من جدري القردة كانت في الحقيقة حالات إصابة بالهربس النطاقي كأثر جانبي للقاح المضاد لكورونا.