وجدت دراسة ألمانية أن الأشخاص الذين يعيشون في مقاطعات ذات مستويات أعلى من ثاني أكسيد النيتروجين الملوث (NO2) كانوا عرضة للدخول إلى وحدة العناية المركزة أثناء إصابتهم بـ "كوفيد19".
وبحسب الدراسة يمكن أن يكون للتعرض طويل الأمد لثاني أكسيد النيتروجين، وهو غاز ينطلق في الغلاف الجوي عند حرق الوقود الأحفوري، آثار ضارة على الرئتين. وهذا يشمل تلف الخلايا البطانية، والتي تلعب دورا رئيسيا في نقل الأكسجين من الهواء المستنشق إلى الدم.
وعملت دراسات سابقة على تحليل الروابط بين تلوث الهواء و "كوفيد19"، إلا أن القليل من الدراسات ركزت على شدة المرض أو أخذت في الاعتبار الكثافة السكانية والظروف الصحية الأساسية والعوامل الأخرى التي تزيد تأثير المرض وفقا للبحث الجديد.
قامت الدكتورة سوزان كوخ من قسم التخدير والعناية المركزة في شاريتيه جامعة برلين وزملاؤها باستكشاف تأثير تلوث الهواء على المدى الطويل على الحاجة إلى علاج وحدة العناية المركزة والتهوية الميكانيكية لمرضى "كوفيد19".
تم استخدام بيانات تلوث الهواء من 2010 إلى 2019 لحساب متوسط المستوى السنوي طويل الأجل لثاني أكسيد النيتروجين لكل مقاطعة في ألمانيا، وتراوح هذا من 4.6 ميكروغرام لكل متر مكعب إلى 32 ميكروغراما لكل متر مكعب، مع أعلى مستوى في فرانكفورت وأدنى مستوى في سوهل، وهي مقاطعة صغيرة في تورينجيا.
تم استخدام سجل الجمعية الألمانية متعددة التخصصات للعناية المركزة وطب الطوارئ (DIVI)، الذي تم إنشاؤه لمراقبة سعة وحدة العناية المركزة أثناء الجائحة، لتوفير معلومات حول عدد مرضى "كوفيد19" في كل مستشفى الذين يحتاجون إلى علاج وحدة العناية المركزة والتهوية الميكانيكية.
وجدت الدراسة أن هناك حاجة أكبر للعلاج في وحدة العناية المركزة والتهوية الميكانيكية لمرضى "كوفيد19" في المقاطعات ذات المستويات السنوية الأعلى على المدى الطويل من ثاني أكسيد النيتروجين الملوث (NO2).
ارتبطت كل زيادة بمقدار 1 ميكروغرام لكل متر مكعب في المتوسط السنوي طويل الأمد لتركيز NO2 بزيادة قدرها 3.2٪ في عدد أسرة العناية المركزة التي يشغلها مرضى"كوفيد19" وزيادة بنسبة 3.5٪ في عدد من يحتاجون إلى تهوية ميكانيكية .
وكانت هناك حاجة إلى 28 سريرا لوحدة العناية المركزة و 19 جهاز تهوية لمرضى "كوفيد19" في كل من المقاطعات العشر ذات أدنى تعرض طويل الأمد لثاني أكسيد النيتروجين، خلال الشهر الذي تمت دراسته، ويقارن هذا بمتوسط 144 سريرا لوحدة العناية المركزة و 102 جهاز تهوية في المقاطعات العشر ذات أعلى تعرض طويل الأمد لثاني أكسيد النيتروجين.
يقول الباحثون إنه في حين أن نتائجهم لا تثبت السببية، إلا أن هناك تفسيرا بيولوجيا محتملا لها وهو أن بروتين ACE-2 الذي يرتبط به فيروس "كوفيد19" عند دخوله إلى خلايا الجسم ، له العديد من الأدوار الرئيسية في الجسم، بما في ذلك المساعدة في تنظيم أنشطة أنجيوتنسين 2 ، وهو بروتين يزيد الالتهاب، وبعبارة أخرى يساعد إنزيم (ACE-2) على تخفيف حدة الالتهاب. ولكن عندما يرتبط فيروس SARS-CoV-2 بـ بروتين ACE-2 ، تتم إزالة هذه المكابح، ويؤدي تلوث الهواء أيضا إلى "تحرير الفرامل".
وبالتالي فإن الجمع بين "كوفيد19" والتعرض طويل الأمد لتلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى التهاب أكثر حدة وأكثر خطورة لـ"كوفيد19".
يضيف الباحثون أن نتائجهم تتماشى مع الدراسات الحديثة الأخرى التي ربطت بين التعرض طويل الأمد لثاني أكسيد النيتروجين وارتفاع معدل الإصابة بـ "كوفيد19" ومعدل الوفيات المرتفع.
تقول الدكتور كوخ: "إن التعرض طويل الأمد لثاني أكسيد النيتروجين قبل فترة طويلة من انتشار الوباء ربما جعل الناس أكثر عرضة للإصابة بمرض "كوفيد19" الأكثر خطورة".