بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن دورة علاجية باستخدام عقار "باكسلوفيد"، المضاد للفيروسات، بمجرد تشخيص إصابته بـ"كوفيد-19" يوم الخميس الماضي.
وقال طبيب البيت الأبيض، يوم السبت 23 يوليو، إن الرئيس بايدن أصيب بآلام في الجسم والتهاب في الحلق وسيلان في الأنف وإرهاق وسعال جاف في بعض الأحيان، ويستجيب بشكل جيد مع علاج "باكسلوفيد" (PAXLOVID).
ويشار إلى أن بايدن حصل على جرعتين من لقاح فايزر قبل وقت قصير من توليه منصبه، أول جرعة معززة في سبتمبر وجرعة إضافية في 30 مارس.
وكشف الدكتور كيفن سي أوكونور، طبيب الرئيس، إن التسلسل الأولي يشير إلى أن بايدن أصيب بمتحور BA5، وهو أكثر متحورات "كوفيد-19" شيوعا في الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
وأفاد أوكونور أنه مع استخدام بايدن لعقار "باكسلوفيد"، أظهرت أعراضه تحسنا.
ما هو "باكسلوفيد"؟
"باكسلوفيد" هو دواء مضاد للفيروسات من شركة فايزر يستخدم عقارين، هما "نيرماتريلفير" (nirmatrelvir) و"ريتونافير" (ritonavir)، ويأتي على شكل حبوب، وهو مخصص للاستخدام من قبل المرضى الذين يُحتمل أن يصابوا بمرض خطير من فيروس كورونا.
وبحسب المعاهد الوطنية للصحة، فإن "نيرماتريلفير" هو مثبط للبروتياز "أظهر نشاطا مضادا للفيروسات ضد جميع فيروسات كورونا المعروفة بإصابتها للبشر".
واستخدم "ريتونافير" سابقا ضد فيروس نقص المناعة البشرية، وبالنسبة لمرضى "كوفيد-19"، فهو بمثابة معزز للمساعدة في ضمان وجود ما يكفي من "نيرماتريلفير" في الجسم ليكون فعالا.
وسمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدام "باكسلوفيد" في حالات الطوارئ للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاما وما فوق، والذين يصابون بـ"كوفيد-19" الخفيف إلى المعتدل، ولكنهم معرضون لخطر كبير للإصابة بمرض شديد من الفيروس القاتل، مثل كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض موجودة مسبقا مثل أمراض القلب.
وثبت أن الدواء يقلل من فرص دخول المستشفى أو الوفاة من "كوفيد-19". وتعمل الحبوب بشكل أفضل إذا تناولها المريض في غضون خمسة أيام من بدء الأعراض.
ويشار إلى أن النظام القياسي للعلاج يتمثل في ثلاث حبات مرتين يوميا لمدة خمسة أيام، حتى يتم استهلاك 30 حبة.
واثنان من الحبوب الموجودة في الجرعة تمنع الإنزيم الذي يحتاجه فيروس كورونا للتكاثر بشكل صحيح، ويوقف الفيروس من نشر الخلايا القابلة للحياة. والحبة الثالثة هي دواء استخدم سابقا لمحاربة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والذي يعزز الدفاعات المضادة للفيروسات عن طريق إيقاف التمثيل الغذائي للكبد والسماح بتأثير أول قرصين في الجسم لفترة أطول.
ورغم إجازة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام "باكسلوفيد" في علاج "كوفيد-19" في ديسمبر الماضي، إلا أنه بدأ السماح للصيادلة بإعطاء الدواء للمرضى قبل أسبوعين فقط.
وحتى أوائل شهر يوليو الجاري، لم يكن من الممكن وصف الدواء إلا من قبل الأطباء.
وتأتي الموافقة على الدواء بعد أن أمضت إدارة بايدن شهورا في محاولة زيادة الوصول إلى الدواء، والذي أظهرت الدراسات انخفاض الوفيات والإقامة في المستشفيات في مرضى "كوفيد-19" غير المحصنين بنحو 90%. ولكن الدواء كان أقل فعالية في علاج المرضى الذين وقع تطعيمهم، وفقا للاختبارات السريرية.
ولا تصاحب "باكسلوفيد" آثار جانبية خطيرة، وفقا لطب ييل، ولكن يمكن ملاحظة أعراض تتراوح من ارتفاع ضغط الدم إلى الغثيان والإسهال وآلام العضلات.
ولا يُنصح باستخدام الدواء الذي تنتجه شركة فايزر للذين يعانون من أمراض الكبد أو الكلى، والتي لا يعاني بايدن من أي منهما.
ويشار إلى أن بايدن لديه تاريخ مرضي من الرجفان الأذيني، الذي يتميز بعدم انتظام ضربات القلب، والذي يعاني منه منذ عام 2003.
ويمكن أن يتفاعل "باكسلوفيد" سلبا مع الأدوية التي يتناولها لعلاجه. وسبق أن تناول بايدن مخففات الدم، والتي يمكن أن تصبح غير آمنة عند تناولها مع "باكسلوفيد"، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا ظل مستمرا في يتناول أي من هذه الأدوية عقب تشخيصه بـ"كوفيد-19".
ويعاني الرئيس أيضا من الربو، والذي لا ينطوي على أي مخاطر مرتبطة بـ"باكسلوفيد" ولكنه يزيد من خطر إصابته بمضاعفات "كوفيد-19".