بالتوازي مع إعلان المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أنّ الوقت قد حان لرفع التدابير الخاصة بكوفيد-19، بدا مشهد كورونا العام في أمريكا على حاله، مع تسجيل أكثر من 40 ألف حالة استشفاء وما يفوق 400 حالة وفاة يوميًا، خلال الشهر الماضي.
ورغم لمس تحسّن لجهة الأرقام عن فصل الشتاء حيث بلغت حالات الاستشفاء نحو 4 أضعاف، والوفاة نحو 6 أضعاف في ذروة موجة متحوّر "أوميكرون" الأولى، إلا أن الوكالة أفادت أنّه يفترض الآن التركيز على الحد من الأمراض الشديدة التي يتسبّب بها فيروس كورونا.
في توصياتها الجديدة الصادرة الخميس، لم توصِ الوكالة بالحفاظ على مسافة أمان مع الآخرين، تبلغ 6 أقدام في الحد الأدنى، ما يعتبر نقطة تحول،مقارنة مع الإرشادات التي كانت سارية منذ الأيام الأولى للجائحة. وذلك لأنّ سكان الولايات المتحدة الأمريكية يتمتع معظمهم تقريبًا ببعض المناعة المتأتية من خلال التطعيم، أو الإصابة السابقة، أو الإثنين معًا.
وقالت غريتا ماسيتي، التي ترأس قسم علم الأوبئة والوقاية لدى مراكز مكافحة الأمراض، الخميس: "إنّ ظروف الجائحة الحالية مختلفة تمامًا عن تلك التي شهدناها خلال العامين الماضيين".
وأضافت أنّ "مستويات مناعة السكان العالية المتأتية من التطعيم، والعدوى السابقة، والعديد من الأدوات المتاحة لحماية عامة السكان، وحماية الأشخاص المعرضين لخطر أكبر، تسمح لنا بالتركيز على حماية الناس من الأمراض الخطيرة الناجمة عن الإصابة بكوفيد-19".
وتنصّ إرشادات الوكالة الجديدة على أنّ تتبّع المخالطين، يجب أن تقتصر على المستشفيات وبعض الحالات لتي ينتمي أفرادها إلى الفئة عالية الخطورة مثل دور رعاية المسنين، وتقلل الإرشادات من استخدام الاختبارات المنتظمة للكشف عن "كوفيد-19"، إلا في بعض الأماكن شديدة الخطورة مثل دور رعاية المسنين والسجون.
ولا تنصح التوجيهات الجديدة بفرض الحجر الصحي على الأشخاص الذين تعرضوا لـ"كوفيد-19"، ولم تنتقل إليهم العدوى.
مع ذلك، تحافظ التوجيهات الجديدة على بعض المقاييس السابقة، مثل التشجيع على إجراء فحص للأشخاص الذين يعانون من أعراض ولمن خالطهم، وبقاء الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس في المنزل لمدة خمسة أيام في الحد الأدنى، ويضعوا الكمامة خلال تواجدهم مع الآخرين لمدة 10 أيام.
تضم الإرشادات الجديدة أيضًا نصائح حول عزل الأشخاص الذين أصيبوا بمرض شديد جرّاء "كوفيد-19".
ويجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض معتدلة، كضيق التنفس، وأدخلوا المستشفى البقاء في المنزل لمدة 10 أيام في الحد الأدنى. إلى ذلك، أوصت الوكالة الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة التحدث مع طبيبهم حول موعد إنهاء عزلتهم بعد الإصابة.
وفي حالة ظهرت الأعراض مجددًا على المريض بعد إنهائه مرحلة العزل، أشارت الوكالة إلى أنه يتوجّب عليه استئنافها مجددًّا ومراجعة طبيبهم الاختصاصي.
وتعد هذه التعديلات بمثابة إقرار بأن فيروس سارس-كوف-2 قد يبقى معنا على المدى الطويل.
وتهدف الإرشادات الجديدة إلى مساعدة الأشخاص على التأقلم مع "كوفيد-19" بأقل قدر من الاضطرابات في العمل والمدرسة، كما أنها تركّز على المخاطر بشكل أكبر، وتنصح الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض شديد لاتخاذ احتياطات شخصية أكثر من غيرهم.
ومع ذلك، يشعر خبراء آخرون أنّ الإرشادات الجديدة لا تذهب بعيدًا بما يكفي لتصحيح الأخطاء العلمية في التوجيهات السابقة.