بعد انخفاض الطلب عليه لعلاج كورونا، يريد وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ تسهيل عملية إعطاء أقراص باكسلوفيد لعلاج الفيروس، فما أسباب ذلك ومتى يُنصح باستخدامها؟
في ألمانيا، لم يتم وصف أقراص علاج كورونا باكسلوفيد (Paxlovid) من الأطباء لمرضى كورونا حتى الآن إلا بتردد. وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ يريد تغيير ذلك - ويخطط لاتخاذ تدابير ملموسة، حسب الموقع الالكتروني لبرنامج "تاغيس شاو" التلفزيوني الألماني.
يريد وزير الصحة الفيدرالي كارل لوترباخ أن يجعل عقار باكسلوفيد أداة أساسية في مكافحة الوباء. لذلك، يجب، حسب الوزير، أن يتوفر العقار لدى الأطباء العامين ويمكنهم إعطائه مباشرة لمرضى كورونا، كما قال لوترباخ لمجلة "شبيغل".
وطلب العقار عبر الصيدليات لم يعد ضروريا بذلك. وسيتم دفع أجر 15 يورو مقابل إعطاء الدواء مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على كل دار رعاية المسنين تعيين مسؤول عن توزيع التطعيم بالإضافة إلى مسؤول عن توزيع عقار باكسلوفيد، والذي سيهتم بكل شيء تنظيمي. يجب أيضًا السماح بتخزين الدواء في دور الرعاية في المستقبل حتى يمكن استخدامه بسرعة.
تم شراء مليون عبوة من العقار
كان العديد من الأطباء في ألمانيا حتى الآن مترددين جدًا في وصف الدواء الذي انتجته شركة الأدوية فايزر. تمت الموافقة على الدواء بشروط منذ نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي للبالغين الذين يعانون من فيروس كوفيد 19 و"الذين لا يحتاجون إلى أكسجين إضافي والمعرضين لخطر متزايد من أن يصبح المرض خطيرًا"، وفقًا لوكالة الأدوية الأوروبية.
وكإجراء احترازي، فإن وزارة الصحة الألمانية الاتحادية اشترت مليون عبوة. ومع ذلك، تم تسليم حوالي 43000 عبوة فقط من تجار الجملة إلى الصيدليات.
أقراص باكسلوفيد يجب تناولها في غضون خمسة أيام من بدء الأعراض
وكانت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية قد سمحت في شهر تموز/يوليو الماضي للصيادلة الحاصلين على ترخيص من الدولة بوصف عقار باكسلوفيد مباشرة للمرضى المؤهلين لذلك بهدف المساعدة في تسهيل الوصول إلى العلاج.
ونال عقار باكسلوفيد المضاد للفيروس الموافقة على استخدامه وهو متاح مجانا في الولايات المتحدة منذ ديسمبر/كانون الأول. ولكن استخدام الدواء، المصرح به لعلاج الأشخاص المصابين حديثا بالمرض والمعرضين لخطر الإصابة بأعراض شديدة، شهد قفزة في الأسابيع القليلة الماضية مع زيادة الإصابات.
وقالت باتريتسيا كافاتسوني، مديرة مركز تقييم الأدوية والأبحاث التابع لإدارة الأغذية والعقاقير في بيان "نظرا لأن باكسلوفيد يجب تناوله في غضون خمسة أيام من بدء الأعراض، فإن السماح للصيادلة الحاصلين على ترخيص من الدولة بوصفه يمكن أن يوسع نطاق الوصول إلى العلاج في الوقت المناسب لبعض المرضى".
وأكدت الإدارة أن المرضى الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 يجب عليهم إحضار سجلاتهم الصحية للصيادلة لمراجعتها بحثا عن مشاكل في الكلى والكبد قبل تحديد جرعة الدواء.
ودعت الجمعية الطبية الأمريكية في بيان إلى أن يتخذ الأطباء قرارات وصف الأدوية كلما تسنى ذلك. وقال جاك ريسنيك رئيس الجمعية "إنه (باكسلوفيد) ليس للجميع ووصفه يتطلب معرفة التاريخ الطبي للمريض، بالإضافة إلى المراقبة السريرية للآثار الجانبية والمتابعة لتحديد ما إذا كان المريض يتحسن".
انخفاض أعداد مرضى الكورونا في وحدات العناية المركزة
على صعيد متصل، ستستمر موجة أوميكرون من كورونا في الانحسار هذا الصيف، حسب برنامج "تاغيس شاو". وهذا الاتجاه واضح أيضاً في حالة أمراض الكورونا الشديدة. ويذكر التقرير لهذا الأسبوع لمعهد روبرت كوخ حول كورونا: "تُظهر هذه البيانات باستمرار أن ذروة الموجة الحالية قد مرت، حتى في حالة الأمراض الشديدة".
ومع ذلك، فإن "مستوى العدوى بالنسبة لعموم السكان لا يزال مرتفعاً في جميع الفئات العمرية". ووفقًا لتقديرات معهد روبرت كوخ، أصيب ما بين 300 ألف و800 ألف شخص في ألمانيا بالمرض الأسبوع الماضي، ويفترض أن زار 190 ألف منهم الطبيب في هذا السياق. وقال المعهد إن هذا يمثل أيضاً انخفاضًا مقارنة بالأسبوع السابق.
انخفاض معدل الإصابة بنسبة اثني عشر بالمائة
ووفقاً لمعهد روبرت كوخ، انخفض معدل الإصابة على مستوى البلاد لمدة سبعة أيام، والذي يستند إلى عدد اختبارات (PCR) الإيجابية، ووصل نسبة الانخفاض إلى 12 بالمائة بالمقارنة الأسبوعية. على الرغم من تحسن الوضع التشغيلي في الأسابيع الأخيرة، لا يزال العبء على نظام الرعاية الصحية مرتفعًا، حيث من المتوقع أن يستمر عدد كبير من حالات مرضى كورونا في دخول المستشفيات والعناية المركزة، وستسجل أيضا حالات وفاة مرتبطة بالفيروس.
ووفقا لمعهد روبرت كوخ فإن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا معرضون للخطر بشكل خاص. تظهر عينة عشوائية من الحالات الإيجابية التي تم تحليلها أنه لا يزال متحور (أوميكرون BA.5) هو الذي يسبب العدوى، إذ تبلغ نسبة الإصابة به حوالي 95 بالمائة من ممل الحالات وللأسبوع الثالث على التوالي.