في الوقت الذي ينتظر فيه أن تعطي وكالة الأدوية الأوروبية الضوء الأخضر لتسويق الجيل الجديد من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بعد تكييفها مع متحور أوميكرون، تقدمت شركة مودرنا بشكوى ضد شركة فايزر وشريكتها الألمانية بيونتك لانتهاك براءات الاختراع، فيما يبدو أنها معركة حاسمة في حرب براءات الاختراع التي تتجاوز كوفيد-19 بكثير.
من خلال هذه المقدمة ينطلق موقع ميديابارت (Mediapart) الفرنسي، ليلقي الضوء على ما يعتبره معركة تتجاوز موضوع كورونا بكثير، حيث لا تكتفي شركات صناعة الأدوية بأنها الرابح الأول من الأزمة الصحية، بل إنها تسعى مرة أخرى للمزيد من الربح مع حملة اللقاحات التي تستهدف كبار السن والمعرضين للخطر، وقد يذهب بعضها إلى حد أن يسرق البعض الآخر.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم روزن لوسين- أن الاتهام الكامن وراء الشكوى التي قدمتها شركة مودرنا ضد شركة فايزر وشريكتها الألمانية بيونتك لانتهاك براءات الاختراع، يدخل في سياق التنافس على الربح هذا، مشيرة إلى أن مختبر مودرنا يعتقد أن الشركتين نسختا عناصر من التقنية التي يدعي امتلاكها دون طلب ترخيصها ودون دفع المقابل لها.
وقد حققت الشركات الثلاث أرباحا بقيمة 34 مليار دولار قبل الضرائب في عام 2021، أو أكثر من ألف دولار في الثانية حسب آخر تقدير لمجموعة "بيبل فاكسين ألاينس" (People Vaccine Alliance).
ورغم الشكوى التي تقدمت بها، فإن مودرنا -حسب الموقع- لا تطالب بوقف تصنيع اللقاحات، بل تطالب بتعويض مالي قد يصل إلى عشرات الملايين من اليوروهات، عن الأرباح التي حققها خصومها منذ الثامن من مارس/آذار 2022، عندما حذرت غريمتيها ونبهتهما إلى ضرورة احترام حقوقها.
معركة قد تستمر سنوات
وقد بدأ الثنائي الأميركي الألماني إجراءات قانونية في الولايات المتحدة، مما يعني أن معركة السيطرة على سوق اللقاح المضاد لكوفيد-19 قد تمتد عدة سنوات لتحديد صاحب الحق.
وللمفارقة فإن مودرنا نفسها رُفعت ضدها دعوى انتهاك براءات اختراع من قبل شركتين ناشئتين، وكانت قد دخلت في شراكة مع المعاهد الوطنية المرموقة للصحة في الولايات المتحدة بمجرد ظهور الوباء، ولذلك سارعت بتقديم براءات الاختراع الناتجة عن هذه الشراكة وأعلنت أن باحثي المعاهد مخترعون مشاركون، وهو ما انتقدته المعاهد.