ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم بفايروس كورونا الجديد منذ اندلاع نازلة الوباء العالمي حتى منتصف نهار أمس (الإثنين) إلى 614 مليون إصابة؛ وذلك على رغم التراجع الملموس في عدد الإصابات الجديدة والوفيات الناجمة عنها يومياً. فقد سجل العالم الإثنين 499482 إصابة جديدة، تقل بنسبة 28% عما كان عليه الوضع قبل 14 يوماً. كما أن الوفيات الوبائية الأحد بلغت 1810 وفيات، تقل هي الأخرى بنسبة 22% عما كانت عليه قبل أسبوعين. وعلى رغم أن الإصابات الجديدة في تراجع عام؛ فإن العدد التراكمي لإصابات الدول يوالي ارتفاعه كأن شيئاً لم يحدث. ولا تزال اليابان تتصدر الدول من حيثُ عدد الحالات الجديدة؛ إذ سجلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 85025 إصابة جديدة. تلتها الولايات المتحدة بـ 66159 إصابة جديدة. وحلّت كوريا الجنوبية ثالثة بتسجيل 36938 حالة جديدة. كما أن تايوان لا تزال تشهد ارتفاعاً في عدد حالاتها الجديدة؛ إذ قال مسؤولوها الصحيون، إنهم سجلوا 25583 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وفي غضون ذلك؛ أعلنت أستراليا وجارتها نيوزيلندا أمس (الإثنين) تغييرات جذرية في القيود الصحية المعلنة من أجل مكافحة تفشي فايروس كورونا الجديد. وقالت الحكومة الأسترالية إنه لم يعد مطلوباً من المسافرين على متن الرحلات الجوية الدولية والمحلية ارتداء قناع الوجه (الكمامة). لكنها نصحتهم بارتدائها من أجل ضمان سلامتهم. وأوضح وزير الصحة الأسترالي مارك بتلر، أن القرار اتخذ بموافقة كبير أطباء البلاد. وأضاف، أن ارتداء قناع الوجه ضروري في ضوء استمرار مخاطر مرض كوفيد-19. وزاد أن بعض الرحلات الخارجية قد يظل مطلوباً للقيام بها ارتداء الكمامة بصفة إلزامية إذا كانت تلك هي رغبة الدولة التي تقصدها الرحلة الدولية. وقررت أسترالياً أيضاً خفض فترة العزل الصحي لتصبح خمسة أيام فقط، لمن أصيبوا من دون أن تظهر عليهم أعراض، أما العاملون في دور المسنين، والدور المخصصة للعجزة والمعاقين لا يزال يتعين عليهم مراعاة عزل صحي لمدة لا تقل عن أسبوع. وستكون المقاطعات الأسترالية غير ملزمة اعتباراً من السبت القادم بنشر عدد الإصابات الجديدة اليومية. وبدلاً من ذلك ستقوم الحكومة الفيديرالية الأسترالية بنشر تقرير أسبوعي عن عدد الحالات الجديدة والوفيات، وحالات التنويم، والتنويم في وحدات الإنعاش الفائق. وسيصدر أول تقرير أسبوعي بهذا الشأن في 16 سبتمبر الجاري. ويذكر أن العدد التراكمي لإصابات أستراليا بلغ أمس 10.12 مليون حالة. وسجلت أستراليا الأحد 4393 إصابة جديدة. أما في نيوزيلندا؛ فقد قالت رئيسة الوزراء جاسيندا آرديرن، في مؤتمر صحفي أمس، عقب اجتماع لمجلس وزرائها، إنه آن الأوان لكي تفتح نيوزيلندا صفحة جديدة. وقررت إلغاء معظم التدابير الاحترازية، عدا شيئاً يسيراً منها. وأعلنت رئيسة الحكومة أنه تقرر إلغاء إلزامية ارتداء الكمامة في الأماكن العمومية. وأضافت أن إلزامية التطعيم بلقاحات كوفيد-19 سيتم إلغاؤها خلال أسبوعين. وكانت نيوزيلندا اتبعت إجراءات وصفت بأنها الأكثر تشدداً في العالم لمنع وصول التفشي الفايروسي إلى أراضيها. لكنها تخلت عن ذلك التشدد بعدما فرض الفايروس نفسه على المشهد الصحي في البلاد. غير أن رئيسة الوزراء أصرّت على التمسك بأن تظل فترة العزل الصحي لمن يصاب بالفايروس سبعة أيام، وليس خمسة أيام كما تطالب جهات عدة. وبلغ العدد التراكمي لإصابات نيوزيلندا أمس (الإثنين) 1.76 مليون إصابة، أدت إلى 1950 وفاة. واعتبرت آرديرن، التي اضطرت إلى تأجيل زواجها بسبب الإجراءات الاحترازية الناجمة عن التفشي الوبائي، «أخيراً وبدلاً من أن نشعر بأن كوفيد هو الذي يملي علينا ما يحدث لنا في حياتنا ومستقبلنا.. نحن الآن نستعيد التحكم في أمورنا». وأوضحت رئيسة وزراء نيوزيلندا أن البيانات المتعلقة بالإصابات الجديدة، وحالات التنويم تؤكد انحسار العدد إلى أقل مستوياته منذ فبراير 2022. ويضاف إلى ذلك أن الشعب النيوزيلندي خضع غالبيته للتطعيم بلقاحات كوفيد-19. وكان ارتداء الكمامة إلزامياً في نيوزيلندا لدخول المتاجر، ووسائل النقل العام، والمطارات طوال الشتاء الماضي. واعتباراً من اليوم (الثلاثاء) لن يصبح ارتداء قناع الوجه في نيوزيلندا ملزماً إلا في المرافق الصحية. ولم يعد مطلوباً من الواصلين إلى مطارات نيوزيلندا الخضوع لفحص كورونا. وفي حين سيستمر العمل بعزل المصاب لمدة أسبوع، تم إلغاء إلزام أسرة المصاب ومخالطيه بالعزل صحياً فترة مماثلة. وقالت آرديرن إنها المرة الأولى منذ ثلاث سنوات التي لن يتم فيها إلغاء أي ترتيبات بسبب كوفيد-19.
كوفيد19... معاناة مدينة صينية !
قد تكون مدينة شينغدو الصينية، التي يقطنها نحو 21 مليون نسمة، الأكثر معاناة من تفشي كوفيد-19، وحالات أخرى لا يد لها فيها. فقد شهدت موجات حرارة مرتفعة، وانقطاعات في التيار الكهربائي، وتعرضت لتوها لزلزال مدمر. وقررت السلطات الصينية فرض الإغلاق على سكان المدينة في أول سبتمبر الجاري. وبعد أسبوع قررت السلطات تمديد الإغلاق إلى أجل غير مسمى. ويذكر أن الصين وضعت نحو 65 مليوناً من سكانها في 33 مدينة قيد الإغلاق الكامل أو الجزئي، في سياق نهج الصين الرامي إلى استئصال شأفة الفايروس، قبيل انعقاد المؤتمر الـ 20 للحزب الشيوعي الحاكم في منتصف أكتوبر القادم. وتعد مدينة شينغدو، عاصمة محافظة سيشوان الواقعة جنوب غرب البلاد، أشد المدن الصينية تضرراً من سلسلة من الكوارث الطبيعية خلال الأشهر الماضية، وتشمل الجفاف، وارتفاع درجة الحرارة، وقطوعات الكهرباء، وزلزالا بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر، أدى إلى وفاة 65 شخصاً. وأثار قرار السلطات تمديد الإغلاق إلى أجل غير مسمى قلق عدد متزايد من سكان شينغدو، وخوف بعضهم من نقص المؤن الغذائية. ولا يزال السكان ملزمين بالخضوع لعدد من الفحوص الإجبارية.
لا يزال العراق يتصدر الدول العربية من حيث عدد الإصابات بفايروس كوفيد-19؛ إذ إنه يحتل المرتبة الـ 42 عالمياً بـ 2.46 مليون إصابة. يليه الأردن في المرتبة الـ 49 عالمياً بـ 1.74 مليون إصابة. ويحتل المغرب المرتبة الـ 57 عالمياً بـ 1.26 مليون إصابة. واحتل لبنان المرتبة الـ 61 بـ 1.21 مليون إصابة، تليه تونس في المرتبة الـ 62 بـ 1.14 مليون إصابة. وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الـ 68 عالمياً بـ 1.02 مليون إصابة. وتأتي السعودية في المرتبة الـ 77 عالمياً بـ 814465 إصابة. ويرى الخبراء الصحيون، أن السعودية نجحت في المحافظة على نجاح سياستها لمكافحة الوباء من خلال جودة بروتوكولاتها الصحية، والتعاون الوثيق بين أجهزتها الحكومية لضمان تطبيق الشروط الصحية المحددة لمواجهة تطورات الأزمة الصحية.