لا يزال منشأ فيروس كورونا المستجد ومصدر تسرّبه مربط الفرس على الرغم من مرور سنوات على الحادثة.
فبعدما ألقى الاقتصادي الأميركي الشهير، رئيس لجنة الفيروسات التاجية في مجلة "لانسيت" العلمية المرموقة، البروفيسور جيفري ساكس، باللوم على الولايات المتحدة الأميركية في تسرب فيروس كورونا، واجهت المجلة رد فعل عنيفا.
انتقادات ومطالبة بالإقالة
فقد اعتبر خبراء أن تصرفات البروفيسور ساكس قد طغت على الكثير من الأبحاث والتوصيات القوية في التقرير المكون من 58 صفحة، وانتقدوا "لا نسيت" لمقاومتها الدعوات لإقالته.
بدورها، رأت البروفيسورة أنجيلا راسموسن، عالمة الفيروسات في منظمة اللقاحات والأمراض المعدية في كندا، أن كلام ساكس يقوض جدية مهمة لجنة "لا نسيت" لدرجة أنه قد يبطلها تماماً"، وفق تعبيرها.
كما أضافت أن هذه قد تكون واحدة من أكثر اللحظات المخزية في تاريخ المجلة الطبية المرموقة، فيما يتعلق بدورها القيادي في إيصال النتائج الحاسمة حول العلم والطب، وأكدت أنها صُدمت بشدة من مدى تجاهل التقرير للأدلة الرئيسية حول الوباء.
كذلك اعتبر البروفيسور ديفيد روبرتسون، مدير مركز أبحاث الفيروسات بجامعة جلاسكو، أن تقرير المجلة مخيب للآمال، كما يمكن له أن يساهم في نشر مزيد من المعلومات المضللة حول مثل هذا الموضوع المهم، في إشارة منه إلى وباء كورونا.
وتابع أنه على الرغم من وجود تفاصيل علمية مفهومة حول الأنواع الوسيطة التي يمكن لها أن تلعب دوراً في نقل المرض، إلا أن هذا لا يعني أن نترك مجالاً للتكهنات الجامحة بأن مختبرات الولايات المتحدة متورطة، وفق وقوله.
البروفيسور الشهير متمسك برأيه
أتى هذا الجدل بعدما فجّر الاقتصادي الأميركي الشهير، رئيس لجنة الفيروسات التاجية في مجلة "لانسيت" العلمية المرموقة، البروفيسور جيفري ساكس، باللوم على الولايات المتحدة الأميركية في تسرب فيروس كورونا.
وعندما تواصلت معه صحيفة "التلغراف" للتعليق على الأمر، تمسك البروفيسور بتصريحاته السابقة، مضيفًا أنه شخصياً "أشرف على هذا الجزء من العمل"، وفق قوله.
ولم يتضح إذا كان البروفيسور ساكس يعتقد أن فيروس كوفيد-19 نشأ في الولايات المتحدة، أم أنه كان نتيجة التعاون بين العلماء الأميركان والصينيين في معهد ووهان بالصين، لكنه قال إن المفوضين "تشاوروا على نطاق واسع والتقى بعدد من العلماء".
يذكر أن تقريرا اشترك بنتائجه ساكس، كان أكد أن أنه إذا كانت الولايات المتحدة وجهت منذ بداية الوباء أوائل عام 2020، أصابع الاتهام إلى الصين، على خلفية أن أول حالات تمت ملاحظتها كانت في ووهان، فإن القصة الكاملة لتفشي المرض قد تتضمن دور أميركا في البحث عن فيروسات كورونا وفي مشاركة التكنولوجيا الحيوية الخاصة بها مع الآخرين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين، بدليل تعاون ثلاثي ضم باحثين من معهد ووهان لعلم الفيروسات.