المصري اليوم
فى مقابلة مع برنامج «٦٠ دقيقة» على شبكة CBS الأمريكية الذائعة عالميًّا، قال الرئيس الأمريكى «جو بايدن» إنه يعتقد أن جائحة «كوفيد- 19» كورونا قد «انتهت»!!.
وكأنه فص ملح وذاب، لا حس ولا خبر، أين اختفى الفيروس الرهيب المُميت، الذى حصد أرواح أكثر من ١٨ مليون إنسان حول العالم خلال عامين ماضيين.
دراسة حديثة نشرتها مجلة «ذى لانسيت» العلمية الطبية البريطانية الموثوقة تقول إن العدد الحقيقى للوفيات المرتبطة بفيروس كورونا يفوق بثلاثة أضعاف الأرقام الرسمية، مشيرة إلى أن الوباء أودى بحياة أكثر من ١٨ مليون شخص بالعالم فى الفترة ما بين بداية ٢٠٢٠ ونهاية ٢٠٢١، خارج الحساب وفيات الشهور الماضية من عام ٢٠٢٢.
هل تحوّر الفيروس على نفسه، فتخلص ذاتيًّا من نفسه، وكأنه انتحر فى ظروف غامضة، وأراح البشرية من ويلاته، التى فاقت ويلات الحروب العالمية التى اجتاحت البشرية خلال القرن الماضى؟!.
هل محقت اللقاحات بأنواعها ودرجاتها الفيروس وسحقته وأراحت البشرية من أعراضه المروعة؟!.
هل نجحت «مناعة القطيع» فى كبح الفيروس وإضعافه، فلم يعد يقوى على اختراق الدفاعات الذاتية للجسم البشرى، ومناعة القطيع مقصود بها المناعة الجماعية أو مناعة الجماعة، وهى شكل من أشكال الحماية غير المباشرة من مرض مُعْدٍ، وتحدث عندما تكتسب نسبة كبيرة من المجتمع مناعة لعدوى معينة، إما بسبب الإصابة بها سابقًا أو التلقيح، مما يوفر حماية للأفراد الذين ليس لديهم مناعة للمرض.
هل دخل الفيروس «مرحلة كمون مرحلية»، خاف واختفى، وسيعاود الهجوم مجددًا بعد تحور شرس سيخترق المضادات الحيوية ويوقع خسائر فادحة فى الأرواح بعد هنيهة؟!.
كلها كلها تخمينات لا ترقى كما حديث «بايدن» إلى اليقين، ومعها تنشط «نظرية المؤامرة»، التى تقول بتخليق الفيروس كسلاح بيولوجى لإحداث حالة ذعر عالمية أصابت الاقتصاد العالمى بنكسة يعانى آثارها الآن، ويعالجها بشق الأنفس!.
سألت البروفسور «أسامة حمدى»، أستاذ الباطنة والسكرى فى جامعة «هارفارد» الأمريكية، عن نظرية المؤامرة التى تحوم حول سلوك الفيروس المراوغ، الذى اختفى إذ فجأة كما ظهر إذ فجأة، فقال: «إحنا فى مصر مغرمين بنظريات المؤامرة، وده موجود فى أمريكا برده، دى ناس عايزة تكسب من (يوتيوب)، كورونا فيروس حقيقى، وانتشاره واقعى، وليس مُخلَّقًا، وسبق ظهور نوعيات سابقة مشابهة منه، بينها إنفلونزا الطيور».
وزاد فى القول مضيفًا: «أمريكا لم تكن مستعدة لمواجهة فيروس كورونا، والأزمة ضخمت بشكل كبير، وحدث استغلال سياسى للجائحة، وأعتقد أن كورونا أطاحت بترامب».. هذا على ذكر حديث «بايدن» بانتهاء الجائحة!.
لكن البروفسور «حمدى» لم يُجِبْنى: أين اختفى الفيروس؟!، وحاول العلامة الدكتور «محمد عوض تاج الدين»، مستشار الرئيس للشؤون الصحية والوقائية، الإجابة، وقال: «إن الوباء العالمى لفيروس كورونا مازال موجودًا حتى الآن، ولا يمكن إعلان أى دولة خالية من الفيروس حتى الآن».. مضيفًا: «محدش هيعلن فى أى بلد أنه خالٍ من كورونا، ولكن يحدث تخفيف وإلغاء الإجراءات فقط».
مؤقتًا، وإلى أجل غير مسمى، سألتحف بكلمات طيب الذكر «فتحى قورة»، بصوت العظيم «محمد عبدالمطلب»: «كان حلم وراح انساه وارتاح، ودّع هواك ودّع»، وعلى الوزن والقافية: «كان وباء وراح انساه وارتاح، واخلع الكمامة.. ودّع كورونا ودّع»!!.