أظهرت دراسة جديدة، قادها باحثون في كلية الطب بجامعة نيويورك الأميركية، أن اثنين من مرضى زراعة الكلى الذين عولجوا بأدوية مثبطة للمناعة، والذين أصيبوا لاحقاً بعدوى طويلة من «كوفيد - 19»، طورا نسخة من الفيروس لديها طفرة جعلته مقاوماً للعلاج المضاد للفيروسات «ريمدسفير».
ويمكّن الفيروس عند بقائه في الجسم لفترة أطول عند المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، من نسخ نفسه والتغيير المستمر، وقد عثر على طفرة في مرضى زراعة الكلى عرفت باسم «V7921»، كان لها تأثير مقاوم لدواء «ريمدسفير». وهذا العلاج هو من بين الأدوية المضادة للفيروسات الأولى المعتمدة للاستخدام في الوباء، ويظل سلاحاً مهماً ضد فيروس كورونا الوبائي، ويعد مهماً بشكل خاص لعلاج من أجروا عمليات زراعة الأعضاء، لأن «باكسلوفيد» الذي تم تطويره مؤخراً، يمكن أن يتداخل مع مثبطات المناعة التي يستخدمها هؤلاء المرضى.
ووفقاً لنتائج الدراسة المنشورة الاثنين، في دورية «إنفكشن ديزيز»، أصيب كلا المريضين في البداية بنسخة من فيروس «كورونا» لم تحمل الطفرة التي توفر مقاومة لـ«ريمدسفير»، ومع ذلك، بعد العلاج بالعامل المضاد للفيروسات، طور الفيروس الطفرة الجينية (V7921)، التي جعلته أكثر مقاومة لـ«ريمدسفير».
ويقول مؤلف الدراسة الرئيسي جون هوجان، الأستاذ المساعد في قسم علم الأمراض بجامعة نيويورك في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «قد تساعد النتائج التي توصلنا إليها في تفسير كيفية استمرار فيروس كورونا في تطوير مقاومة للعلاج، ومن الممكن أن يكون العلاج المضاد للفيروسات نفسه، جنباً إلى جنب مع ضعف جهاز المناعة لدى المرضى، قد دفع إلى تطور هذه الطفرة».
ويضيف: «نتائجنا تسلط الضوء على أهمية الاستمرار في مراقبة كيفية تغير الفيروس التاجي بمرور الوقت ومواصلة البحث عن الطفرات الجينية التي تسمح للفيروس بالتغلب على جهود المجتمع الطبي لإحباطه، وفي المستقبل قد يقوم الأطباء أيضاً بفحص مثل هذه الطفرات قبل اتخاذ قرارات العلاج لمرضاهم الأكثر ضعفاً».
وتقول أدريانا هيغي، الباحثة المشاركة بالدراسة، إن «ظهور طفرات مقاومة للعلاج قد يتطلب أيضاً تطوير علاجات إضافية مضادة للفيروسات أو تطوير أدوية مركبة للسيطرة على العدوى».
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تحدد فيها طفرة «V7921» المقاومة لعقار «ريمدسفير» في مرضى زرع الأعضاء الذين عولجوا بالعقار المضاد للفيروسات.