حذر علماء في الأوبئة من أن بلدانا قد تشهد قريبا تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بسلالات جديدة من فيروس كورونا المستجد، تكون قادرة على التغلب على المناعة، بحسب تقرير نشرته مجلة نيتشر العلمية.
وقال علماء إن "الأدلة تتزايد على أن النصف الشمالي من الكرة الأرضية في طريقه لزيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 في الخريف والشتاء".
ونقلت المجلة عن عالم الأوبئة في الأمراض المعدية بجامعة نورث كارولينا، جوستن ليسلر، أن "هناك الآن علامات خفية على أن المتحور أوميكرون، يتطور ويولد مجموعة جديدة من المتغيرات المناعية"، مضيفا أن ذلك "قد يؤدي إلى زيادة في الإصابات مع اقترابنا من فصلي الخريف والشتاء".
يقود ليسلر جهود مركز محاكاة يضع سيناريوهات لمستقبل الفيروس خلال الأشهر المقبلة، للتعرف على كيفية التصدي له.
ويرى العلماء أنه طالما بدأت حملات تطعيم الناس بسرعة بمعززات اللقاح المطور "ثنائية التكافؤ"، سيساهم ذلك في خفض أعداد الإصابات.
وأعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، نهاية أغسطس الماضي، موافقتها على تركيبات ثنائية التكافؤ من اللقاحات، طورتها شركتا موديرنا وفايزر، لاستهداف المتغيرات الفرعية السائدة حاليا، والمنتظر انتشارها على نطاق واسع في الخريف والشتاء المقبلين.
وقالت الهيئة، في بيان إن "اللقاحات ثنائية التكافؤ، والتي سنشير إليها أيضا باسم "المعززات المحدثة"، تحتوي على مكونين من الحمض النووي الريبي (mRNA)، أحدهما السلالة الأصلية لفيروس سارس-كوف-2، والذي كان موجودا في الجرعات السابقة "أحادية التكافؤ"، والآخر المشترك بين سلالتين من متغيري أوميكرون".
يرى ليسلر أن طرح الجرعة المعدلة الجديدة "ثنائية التكافؤ" من اللقاح المضاد للفيروس، "كان بطيئا بشكل ما"، وهو ما قد يؤدي إلى انتشار المرض.
بدأت بعض الولايات الأميركية بالفعل في رؤية زيادة طفيفة في الحالات، كما تلاحظ عالمة الأوبئة، جينيفر نوزو من جامعة براون.
كما وثق المسح السكاني الأسبوعي للمملكة المتحدة زيادة في انتشار الإصابات بكورونا في تقريريه الماضيين، كما ارتفع عدد حالات دخول المستشفى للأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس.
يأتي هذا مع ظهور عدد كبير من المتغيرات التي تعمل على تفادي المناعة على مستوى العالم، بحسب المجلة، حيث يعتقد الباحثون أن هذه المتغيرات ستغذي موجة الخريف والشتاء.
لكن العلماء لا يزالون يحثون على الحصول على المعززات من اللقاحات خاصة المعدلة منها "ثنائية التكافؤ"، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة والأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.