تشير الأبحاث إلى أن عدوى «كورونا الشديدة» يمكن أن تسبب ردود فعل مناعية تضر بالخلايا العصبية في الدماغ، وتسبب مشاكل في الذاكرة والارتباك، وربما تزيد من خطر حدوث مشكلات صحية على المدى الطويل.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة بتحليل دم 36 مريضاً بـ«كورونا» تم إدخالهم إلى عدد من مستشفيات لندن خلال الموجة الأولى من الوباء.
ووجد الباحثون أن مستويات البروتين المسمى IL - 6. الذي تطلقه الخلايا المناعية للتصدي لعدوى ما، كانت أعلى بـ15 مرة من المعدل الطبيعي لدى الأفراد المصابين.
ولكن تم العثور على ارتفاع أكبر بكثير في IL - 6 لدى مرضى «كورونا» المصابين بالهذيان، حيث كان مستوى البروتين لدى أولئك المرضى أعلى بست مرات من مرضى «كورونا» الآخرين.
ودرس الباحثون كيف يمكن أن تؤثر المستويات العالية من IL - 6 على الخلايا العصبية في الحُصين، التي تلعب دوراً أساسياً في التعلم والذاكرة، عن طريق تعريض الخلايا العصبية المزروعة في المختبر لدى مرضى «كورونا».
ووجد الفريق، التابع لمستشفى كينغز كوليدج لندن، أن ارتفاع مستويات هذا البروتين نتيجة الاستجابة المناعية المفرطة للفيروس أدت إلى زيادة معدل وفيات الخلايا العصبية، وضعف إنتاج خلايا دماغية جديدة، الأمر الذي يؤثر سلباً على منطقة الحُصين في الدماغ، ويتسبب في إصابة المرضى بالهذيان وضباب الدماغ ومشاكل أخرى يعاني منها الكثير من مرضى «كورونا طويل الأمد».
وقال فريق الدراسة إنه رغم أن هذه النتائج أولية، لكنها تشير إلى أن «كورونا» يمكن أن يسبب مشاكل عصبية للمرضى دون أن يصيب الفيروس الدماغ بشكل مباشر.
وقالت كارمين باريانت، أستاذة الطب النفسي البيولوجي في مستشفى كينغز كوليدج لندن، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «هذه الأعراض العصبية مقلقة للغاية بالنسبة للمرضى وعائلاتهم، ونأمل أن يساعد بحثنا في تحديد العلاجات الأكثر ملاءمة لتقليل أو منع هذه الأعراض».
وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة الطب النفسي الجزيئي.