طالبت أسرة فتاة صينية، توفيت في حجر صحي للحد من انتشار كوفيد، بتطبيق العدالة، قائلة إنها طلبت مساعدة طبية وتجاهلها مسؤولون.
وأصيبت الفتاة جين جين، 14 عاما، بالحمى بعد يومين من نقلها إلى مركز حجر صحي في روتشو بمقاطعة خنان يوم الجمعة الماضي.
وأثارت مقاطع فيديو أظهرت الفتاة وهي ترتجف وتتشنج على سرير احتجاجات على الإنترنت في الصين، التي تحافظ على تطبيق قواعد صارمة لمنع تفشي الوباء.
ونشرت أسرة الفتاة مقاطع فيديو، وناشدت المساعدة ومحاسبة المسؤولين.
ولم يعلق مسؤولون، اتصلت بهم بي بي سي، على ادعاءات الأسرة أو سبب وفاة الفتاة، التي لا تزال غير واضحة.
وقال والد الفتاة الذي يدعى قوه لي لي، في مقطع فيديو، إن العاملين في المركز تقاعسوا عن تقديم علاج لابنته جين جين في ظل تدهور حالتها الصحية.
وأضاف في مقطع منشور على منصة "دوين"، النسخة الصينية من تيك توك، إنها بدأت يوم الأحد تعاني من "تشنج وجفاف ورعشة".
وقال في مقطع الفيديو، الذي تداوله مستخدمون على نطاق واسع قبل حجبه في بعض الأماكن: "لم يهتم بها العاملون في الرعاية الصحية في المركز، ولم يطمئن أحد على صحتها".
وخضع فيديو والد الفتاة، وفيديو آخر نشرته عمة جين جين تدعو فيه إلى تطبيق العدالة، لرقابة متزايدة خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وقال والد الفتاة وهو يقف بجانب جثمان ابنته: "أطالب اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ولجنة فحص الانضباط بالحضور للتحقيق في إهمال حكومة روتشو ... وإعادة الحياة لابنتي!".
وتأكدت بي بي سي من وفاة جين جين والظروف المحيطة بها عن طريق فرد آخر من أفراد الأسرة.
وأكدت الأسرة أن حالة الفتاة، التلميذة في الصف التاسع، تدهورت بسرعة بعد ظهر يوم الإثنين ونُقلت إلى مستشفى روتشو رقم 4 مساء اليوم نفسه.
وعلى الرغم من ذلك ظلت الفتاة في حالة صحية حرجة دون إنقاذها.
وتسببت وفاة جين جين والظروف المحيطة بها في حالة غضب على الإنترنت، إذ أعرب مستخدمون عن استياء من معاملتها وانتقدوا سياسات كوفيد التي يطبقها الرئيس، شي جينبينغ، والتي لا تحظى بشعبية لدى كثير من المواطنين في الصين.
وكتب مستخدم : "أنا غاضب جدا، لماذا لم يعطوها فقط حبة (دواء)؟"، وكتب مستخدم آخر: "الأمر هكذا دائما. لن يتغير شيء على الإطلاق".
وأشار البعض إلى حادث حافلة في سبتمبر/أيلول الماضي، راح ضحيته 27 شخصا أثناء نقلهم إلى مركز حجر صحي.
وعلى الرغم من ذلك لم تتحدث وسائل الإعلام الصينية عن القضية، وهو إجراء وصفه بعض المستخدمين بأنه "تعتيم إعلامي" خلال مؤتمر مهم يعقده الحزب الشيوعي هذا الأسبوع من المتوقع فيه تمديد ولاية الرئيس شي.
ولم يصدر مسؤولو مدينة روتشو تعليقا رسميا حتى الآن، وقال متحدث لبي بي سي يوم الخميس إنه كان على علم شخصي بالقضية لكن لم يتلق أي تعليق رسمي من الرؤساء.
كما رفض مسؤولو الحزب الشيوعي المحلي الرد على استفسارات من بي بي سي، وقالوا: "برجاء انتظار إعلان رسمي".
وتقتضي قواعد كوفيد الصينية إرسال أي شخص مصاب أو شخص على اتصال وثيق بمصاب إلى مركز الحجر الصحي الخاضع لإدارة الدولة.
وليس واضحا إذا كانت جين جين مصابة بكوفيد، أو أنها نقلت إلى مركز الحجر الصحي لأنها كانت على اتصال بمصاب.
وقالت الأسرة إن جين جين نُقلت إلى مركز حجر صحي أقيم في مدرسة محلية، ووضعت في مبنى منفصل. ويوضع المئات من الأطفال الآخرين في مثل هذه المراكز في جميع أنحاء المنطقة، والعديد منهم يُعزلون عن أسرهم.
وعلمت بي بي سي من أسر أخرى أنها انفصلت عن أطفالها، الذين لا تتجاوز أعمارهم السابعة والثامنة، وهم في الحجر الصحي بمفردهم في مراكز مختلفة.
وقالت أم تدعى لو لبي بي سي إن ابنها البالغ من العمر 12 عاما كان خائفا وعاني بعد أيام في المركز.
وأضافت لبي بي سي: "طفلي لم يعد يتحمل أكثر من ذلك. السلطات لا تسمح لهم بالعودة. مثل هذا الطفل الصغير لا يستطيع التعامل مع البقاء بمفرده في غرفة واحدة لفترة طويلة".
وقال والد طفل آخر يدعى تشو لبي بي سي إنه وآباء انزعجوا جدا من سماعهم نبأ وفاة جين جين.
وقال أولياء أمور لبي بي سي إنهم قلقون للغاية بشأن الظروف ونقص الرعاية المناسبة للأطفال الصغار في مراكز الحجر الصحي، بعد أن أصبحت هذه المراكز معروفة بنقص الموظفين والموارد.
وثمة تقارير عديدة هذا العام عن أشخاص لم يحصلوا على المساعدة الطبية المناسبة في المراكز بسبب نقص الأطباء المعينين في مثل هذه المواقع.