بعد اقتراب كورونا من إتمام عامه الثالث، لا يزال أصل الفيروس ونشأته يشغل بال العلماء، وسط نظريات ودراسات عدة تظهر بين الحين والآخر.
فقد أفاد تقرير جديد بأن رسائل مشفرة مخبأة في وثائق رسمية يمكن أن تثبت نظرية هروب كوفيد19 من مختبر في ووهان.
"فتح صندوق باندورا"
في التفاصيل، كشف خبير في اللغة التي يستخدمها المسؤولون الصينيون، أنه وجد أدلة في عبارات تحدث بها العلماء عن الموضوع، مشبها القصة بـ"فتح صندوق باندورا"، في إشارة منه إلى أسطورة "باندورا" اليونانية الشهيرة والتي تتحدث عن إناء مليء بالشر والمفاجآت السيئة.
وأوضح توي ريد، أنه كان جزءا من فريق الباحثين الذين عملوا على تحقيق مجلس الشيوخ الأميركي حول فكرة تسرّب الفيروس من مختبر في معهد ووهان لعلم الفيروسات (WIV).
كما أكد الخبير أن الصينيين أشاروا بداية في لغة مراسلاتهم، إلى احتمال أن يكون سوق ووهان مصدراً محتملاً للوباء، الذي أودى بحياة 6.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، موضحاً أن وجود المختبر الذي بحث فيروسات تشبه كورونا، فاقم الاحتمالات بأن يكون "نقطة الصفر" التي انطلق منها هذا الوباء.
وأشار ريد البالغ من العمر 44 عاما، ويتحدث الصينية بطلاقة، إلى أن اللغة التي فهمها من كلام المسؤولين الصينيين، لغة خاصة إلى حد ما، معتبراً أن حتى متحدثي الصينية يكافحون من أجل فهم لغة البيروقراطيين الصينيين.
وشرح أنه ليس من المفترض أن تكون تلك اللغة مفهومة بسهولة، قائلاً: "إنها تقريبا مثل لغة سرية للمسؤولين الصينيين، وذلك وفقا لما نقلته عنه صحيفة "ذا صن" البريطانية، عن موقع ProPublica الاستقصائي. وتابع أن هؤلاء المسؤولين عندما يتحدثون عادة عن أي شيء يحتمل أن يكون محرجا، فإنهم يستعملون تلميحات ونغمات صامتة، موضحا أن هناك طريقة معينة للإشارة إلى شيء ما.
فك شيفرة اللغة برسالة واحدة..
إلى ذلك، لفت الخبير إلى أنه عثر على طريقة للوصول إلى الرسائل المؤرشفة على موقع WIV، ثم بدأ في فك تشفير اللغة. وأوضح أن بحثه أكد له أن العلماء كانوا تحت ضغط شديد، موضحاً أنه صادف رسالة واحدة تأسف لعدم وجود "معايير المعدات والتكنولوجيا، وكذلك عدم وجود فرق تصميم وبناء، وأيضا عدم وجود خبرة في تشغيل أو صيانة المعدات في المختبر.
كما ذكر أن الرسالة أفادت بأن الوضع الصحي للعالم في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2019، كان غير مدرك تماما لخطورة فيروس كورونا، ولهذا حدث خرق في الأمن البيولوجي، أكدت وجوده تقارير طبية.
كذلك، أوضح أنه وبمجرد فتح أنابيب الاختبار المخزنة، فكأنك كذلك فتحت "صندوق باندورا"، مضيفاً أن هذه الفيروسات تأتي بدون ظل وتغادر دون أثر، وفق قوله.
وتقول الرسالة إنه في كل مرة كان يحدث فيها ذلك كان يسارع أعضاء الحزب الشيوعي في المختبر إلى الخطوط الأمامية، ليتخذوا إجراءات حقيقية تتضمن تعبئة وتحفيز موظفي الأبحاث الآخرين، إلا أنهم في هذه المرة كانوا خائفين من درجة فعل السلطات في بكين.
كما أشار إلى أن مسؤولاً رفيع المستوى كان وصل إلى المكان مدعيا أن لديه "ملاحظات شفوية مهمة وتعليمات مكتوبة" من الرئيس الصينيشي جين بينغ نفسه، وكذلك من رئيس الوزراء لي كه تشيانغ. وقال المسؤول إن التعليمات جاءت في شكل كتابة على هامش الوثائق، موضحاً أنه غالبا ما يستخدم هذا الأسلوب من قبل كبار المسؤولين الصينيين لضمان تنفيذ الأوامر من قبل المسؤولين الأدنى.
تبادل اتهامات
يذكر أن تقرير مجلس الشيوخ كان خلص إلى أن كوفيد19، قد تسرّب على الأرجح نتيجة حادث متعلق بالبحوث.
في حين انتقدت الصين التقرير، معتبرة أن السياسيين الأميركيين يعيدون صياغة نظرية التسريب المختبري لتشويه سمعة بكين في تجاهل للحقائق.
كما علّقت الخارجية الصينية حينها معتبرة أن "مثل هذه الأعمال مدفوعة بسوء النية.. وهذا لن يؤدي إلا إلى إعاقة تتبع الأصول القائمة على العلم وتقويض التعاون الدولي لمكافحة كوفيد19"، وفق بيانها.