في وقت كانت العين مصوّبة على تفشي "الكوليرا"، دخلت الانفلونزا على الخط مقتحمة مختلف المناطق اللبنانية، متخطية فيروس الكورونا بأشواط، ما يعني أن زمن الكمامة قد عاد.
لا يخفي النائب الدكتور عبد الرحمن البزري واقع الحال. يؤكد أن الانفلونزا اختفت مع كورونا وعادت لتظهر مع تراجع تدابير الوقاية والامتناع عن وضع الكمامة، موضحًا أننا قد نشهد نشاطًا أعلى من الأعوام الماضية للإنفلونزا نظرًا للحركة الاجتماعية والاختلاط مقارنة بزمن الكورونا.
ويعتبر البزري أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا هم كبار السن وأصحاب الأمراض الرئوية أو المزمنة أو الذين يعانون من ضعف في المناعة، داعيًا إياهم لأخذ طعم الانفلونزا - على الرغم من ارتفاع ثمنه - لأنه يخفف من الأعراض المزعجة. واذ يشير إلى أن الانفلونزا فيروس موسمي غير خطير يستوطن هذا الوقت من السنة، يؤكد في الوقت نفسه أن تدابير الوقاية تبقى الأساس.
الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور جاك مخباط يتحدث في هذا السياق، ويؤكد أنه لا خوف على الأطفال في المدارس من الإنفلونزا، إنما الخوف على كبار السن والحوامل وحديثي الولادة.
ويوضح أن فيروس الانفلونزا يصيب الجهاز التنفسي ويحدث نتيجة عدوى فيروسية، تسبب الحمى، التعب، أوجاع العضلات، الصداع، والسعال الجاف، وتشيع الإصابة بها في فصل الشتاء. و"بالتالي لا داعي الى الخوف أبدًا أو التهويل"، بحسب مخباط، فهذا الفيروس عادي وتستمر عوارضه لمدة يومين أو ثلاثة.
مخباط يستبعد أن تكون جميع الإصابات من فصيلة H1N1، مرجحًا أن الإنفلونزا الموسمية التي تنتشر في لبنان سببها الفيروس من النمط "ب". ويشدد مخباط على التوصية لأخذ لقاح الإنفلونزا السنوي لجميع المواطنين في حال توفر الجرعات الكافية، وللأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا، مثل مرضى الربو والأمراض المزمنة وكبار السن في حال لم تكف اللقاحات، آسفًا لتدني نسبة التلقيح. ويذكّر مخباط أن طرق الوقاية وقواعد النظافة تسمح بتقليص خطر الانتشار، وكذلك خطر الإصابة.