انطلق في جامعة "سامارا" الروسية برنامج تطوير دواء ضد القلق يستخدمه مَن قد أصيبوا بمتلازمة ما بعد "كوفيد".
ويشارك في البرنامج الباحثون في مركز "فارماتسيا" (الصيدلة) العلمي التابع للجامعة.
اضطرابات النوم، فقدان الطاقة، نوبات القلق.. هذه الأعراض معروفة للكثير من الناس المصابين بعدوى فيروس كورونا. وهي كذلك علامات على متلازمة ما بعد "كوفيد". وتأتي المتلازمة بشكل غير متوقع وفي لحظة يتخلص فيها الإنسان بارتياح من الأغلال المعدية.
وتوصل أخصائيو جامعة "سامارا" الطبية الحكومية إلى طريقة فعالة لمكافحة العواقب النفسية لفيروس كورونا، وبدأوا في تطوير دواء مضاد للقلق من شأنه أن يسهّل إلى حد بعيد حياة أولئك الذين خضعوا لمتلازمة ما بعد "كوفيد".
وفي أساس الدواء نبات فريد من نوعه.
فيعتمد الدواء على بلسم الليمون (الملّيسة melissa) القريب من النعناع، ورائحته مألوفة للكثيرين منذ الطفولة المبكرة، لكن لا يعرف الجميع الخصائص الرائعة لهذا النبات. فكان يُعتقد سابقا أنه يمكن استخدام المليسة كدواء مسكن، لكن العلماء في جامعة "سامارا" الطبية وجدوا أن الخاصية الرئيسية لها هي تخفيف القلق.
وكرّس البروفيسور فلاديمير كوركين، رئيس قسم العقاقير في علم النبات وأساسيات العلاج بالنباتات بجامعة "سامارا" الطبية الحكومية، أكثر من 40 عاما لدراسة بلسم الليمون. وفي سياق البحث، عزل عن النبات حمض الروزمارينيك باعتباره علاجا ممتازا يتصف بنشاط مضاد للقلق.
وقال:" يوجد الكثير من المهدئات النباتية، ولكن لا توجد مزيلات للقلق على أساس المليسة حتى الآن. لا هنا ولا في الخارج. وأعتقد أن روسيا ستصبح أول دولة في العالم يظهر فيها مزيل للقلق على أساس هذا النبات الفريد."
وقالت الباحثة، تاتيانا ريازانوفا، إن بلسم الليمون له عدد من المزايا. وتركيبته مشبعة بمواد فعالة بيولوجيا مع تأثير مضاد للقلق. وفي الوقت نفسه، لا يوجد تأثير مهدئ ، مما يعني أن تناول الدواء لن يؤثر على الحياة المعتادة للشخص.
ومضت قائلة إن المستحضرات التي تحتوي على بلسم الليمون يمكن أن يتناولها الأطفال الذين لم يتجاوز سن الـ3 أعوام. ولدى الملّيسا أيضا مجموعة واسعة من التأثيرات الإيجابية المضادة للفيروسات والمضادة للحساسية والمعدِّلة للمناعة والمضادة للتشنج وغيرها.