بينما يستمر التعافي من فيروس كورونا المستجد، حذر تقرير صادر عن شركة “أسترازينيكا”، وهي إحدى الشركات المصنعة للقاح المضاد للفيروس، من أن ملايين الأشخاص في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، منها المغرب، لا يزالون عُرضة لخطر الإصابة بـ”كوفيد-19”.
والأشخاص المهددون بخطر الإصابة بالفيروس، حسب التقرير المعنون بـ”الملايين المنسيون”، هم الذين يعانون من ضعف المناعة، لا سيما المصابين بالسرطان والسكري وأمراض الكلى المزمنة والأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء.
وحسب المصدر نفسه فإن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة لديهم جوانبُ ضعف في الجهاز المناعي، تعرّضهم لمخاطر أكبر في الإصابة بالعدوى والأمراض الحادة مثل فيروس كورونا المستجد، وهم معرّضون أكثر للوفاة بسبب الفيروس بنسبة 42 في المائة مقارنة مع الأشخاص ذوي المناعة الطبيعية، وترتفع النسبة لدى غير الملقحين من هذه الفئة إلى 87 في المائة.
وحذّر التقرير، الصادر أول أمس الثلاثاء، من أن المرضى المعرضين لمخاطر عالية يواجهون إهمالا متزايدا مع ارتفاع معدلات التطعيم وتزايد الضغط على البلدان لإلغاء القيود المتعلقة بالسفر والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
وفي الوقت الذي حذرت فيه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، منذ أيام، من انتشار محتمل لـ”موجة وبائية جديدة”، بعد تسجيل ارتفاع تدريجي في عدد حالات الإصابة بـُ”كوفيد-19″، قال تقرير “أسترازينيكا” إن الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة قد يُسهمون دون قصد في تحفيز طفرات الفيروس وخلق متحورات جديدة؛ لأن العدوى وإنتاج الفيروس لديهم تستمر فترات أطول.
وأفاد التقرير بأن بقاء الفيروس فعالا لفترة أطول لدى هذه الفئة قد ينجم عنه ظهور متحورات جديدة خطيرة وحدوث ما يسمى بـ”قفزة تطورية متعدد الطفرات”، مشيرا إلى أن اللقاح وحده غير كاف؛ لأن ذوي المناعة الضعيفة لا يستجيبون للقاحات استجابة كاملة ويظلون معرضين للخطر، لافتا إلى أن المتحورات الجديدة التي وصفها بـ”المثيرة للقلق” تشكل “تهديدا إضافيا” لهم.
ولا تتعدى نسبة الاستجابة للأجسام المضادة لدى مرضى السرطان، بعد الجرعتين الثانية والثالثة من اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″، نسبة حوالي 55 في المائة؛ بينما تصل نسبة الاستجابة لدى المرضى الذين يتلقون غسيلا كلويا إلى حوالي 75 في المائة، بعد الجرعة الثالثة، حسب التقرير.
وأفادت الوثيقة ذاتها بأن حماية ضعيفي المناعة المعرضين لمخاطر عالية من الإصابة بفيروس كورونا تقتضي اتخاذ تدابير أخرى؛ مثل ارتداء الكمامة، وإجراء اختبارات مجانية للتأكد من عدم الإصابة بالفيروس، وتلقي النصائح والدعم من أجل العزل الذاتي المتواصل، والحصول على العلاجات المناعية للوقاية.
وتحمل خاتمة التقرير تحذيرا من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليست بعد في مأمن من خطر كوفيد-19، بعد ثلاث سنوات على ظهوره؛ فعلى الرغم من أن اللقاح أسهم في تضاؤل انتشار الفيروس التاجي، فإن ذوي المناعة الضعيفة يُرجّح أن يصابوا بأعراض شديدة تهدد حياتهم، وقد يحملون العدوى فترات أطول، منوها بمسؤولي الصحة وواضعي السياسات إلى “الاهتمام أكثر بالمعرّضين للخطر؛ لأن ذلك يمثّل خطوة رئيسية في السيطرة على الجائحة”.