تمارس الدول النامية ضغوطا من أجل إتاحة العلاجات على أسس أكثر عدلا مما كان عليه الوضع خلال جائحة كوفيد-19 مع بدء محادثات عالمية لصياغة لوائح صحية جديدة لمكافحة الأوبئة.
بيد أن الدول النامية بدأ يساورها الشك في إمكانية أن تسفر المفاوضات التي تحتضنها منظمة الصحة العالمية لمدة 18 شهرا عن نتائج إيجابية لصالحها نظرا لافتقار هذه الدول إلى القوة التفاوضية التي يحظى بها أقرانها من الدول الأكثر ثراء.
وكانت جنوب أفريقيا وباكستان والهند من بين الدول التي تقدمت بطلبات رسمية خلال الأيام الثلاثة الأولى من المحادثات، التي انتهت أمس في محاولة أن تكون عملية إتاحة العلاجات شاملة.
تجدي "مروع"
وقال سفير لإحدى الدول النامية طلب عدم ذكر اسمه إن هذا التحدي "مروع للغاية"، مضيفا أن "الدول المتقدمة لديها الموارد المطلوبة ويمكنها تغطية ذلك ونحن لا نستطيع".
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها في وقت متأخر الأربعاء إن الدول اتفقت على تشكيل هيئة مؤلفة من ستة أعضاء لإعادة صياغة مسودة أولية تبدأ المفاوضات بشأنها في فبراير شباط من العام المقبل.
وسيعقب ذلك عام من المفاوضات المعقدة بشأن الوثيقة الجديدة، مع التوصل إلى اتفاق بحلول مايو 2024. وقال أحد الدبلوماسيين إن المحادثات وحدها ستستغرق نحو 400 ساعة.
ويكتسب النفوذ التفاوضي النسبي للدول أهمية قصوى في المفاوضات لأن قضاياالإنصاف، مثل إتاحة اللقاحات والأدوية ودعوات توخي الشفافية في تعامل الحكومات مع شركات الأدوية، من المقرر أن تكون في صميم المحادثات.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن الاتفاق المزمع التوصل إليه سيمثل فرصة لجعل العالم أكثر أمانا للكثير من الأجيال، ووصف توزيع اللقاحات خلال جائحة كوفيد-19 بأنه "تمييز عنصري في (إتاحة) اللقاحات".
وقال الدكتور جواد المحجور مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون التأهب في حالات الطوارئ واللوائح الصحية الدولية إن المنظمة استمعت إلى مخاوف الوفود الصغيرة "بوضوح شديد" وستأخذها في الاعتبار.
وتقول ثلاثة مصادر مطلعة على المفاوضات إن الدول النامية تسعى إلى التوصل إلى حل وسط في الاتفاق يضمن لها الوصول إلى العلاجات مقابل تبادل المعلومات حول تفشي الأمراض.
وأضافت المصادر الثلاثة أن الضغط من أجل حدوث انفراجة في هذا الأمر قد يزداد مع وصول محادثات منظمة التجارة العالمية حول التنازل المؤقت عن حقوق الملكية الفكرية لعلاجات كوفيد-19 إلى طريق مسدود.
الصين تحذر
حذر الخبراء من زيادة هائلة في عدد إصابات فيروس كورونا بعد تخفيف إجراءات صفر كوفيد الصارمة في الصين.
ويتوقع فينج زيجيان نائب مدير مكتب الصحة الوطني سابقا، أن ما بين 80 إلى 90 % من سكان الصين البالغ تعدادهم 4ر1 مليار نسمة سوف يلتقطون في النهاية الفيروس، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام المحلية اليوم.
سيصاب أغلبنا
وقال "بغض النظر عن كيف سيتم تعديل الإجراءات، فسوف يصاب أغلبنا مرة ".
وفي الموجة الأولى، من المرجح أن يصل معدل الإصابة إلى نحو 60 %، بحسب النمذجة. وقال الخبير في منتدى عبر الإنترنت في جامعة تسينجهوا في بكين إنه يجب اتخاذ "الإجراءات الملائمة" من أجل خفض العبء من على النظام الصحي.
وأعلنت الحكومة أمس تخيف واسع للإغلاقات وقواعد الحجر الصحي والاختبارات الإلزامية والسفر في الصين، استجابة لموجة من التظاهرات في نهاية نوفمبر احتجاجا على إجراءات صفر كوفيد التي تتخذها البلاد.
حول العالم
أظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في أنحاء العالم يتخطى 647 مليونا إصابة حتى صباح اليوم.
وأوضحت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، عند الساعة 0700 بتوقيت جرينتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 647 مليونا و26 ألفا و.764
وارتفع إجمالي الوفيات جراء الجائحة إلى ستة ملايين و646 ألفا و308 حالات وفاة.
تجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من الجهات التي توفر بيانات مجمعة بشأن كورونا حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.