أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن قلقه بعدما انتقدت منظمة الصحة العالمية سياسات الصين في تقديم الإحصاءات عن انتشار وباء كورونا في البلاد، وسط مخاوف في أميركا وأوروبا من انتشار متحور جديد من الفيروس.
وقال بايدن للصحفيين أثناء زيارة لكنتاكي إنه يشعر بالقلق بشأن أسلوب تعامل الصين مع تفشي المرض.
وأضاف "يُبدون حساسية بالغة… عندما نشير إلى أنهم غير واضحين على هذا النحو".
ولم تعلق الصين بعد على هذه التصريحات، لكن من المتوقع أن يصدر عنها رد قوي عندما ينعقد مؤتمر صحفي معتاد لوزارة الخارجية في وقت لاحق من اليوم الخميس.
وجاءت تصريحات بايدن بعدما قال المسؤول عن إدارة حالات الطوارئ الصحية لدى منظمة الصحة العالمية مايكل راين في مؤتمر صحفي أمس "نعتقد أن الأرقام الحالية التي تنشرها الصين لا تعكس حقيقة تأثير المرض فيما يتعلق بالاستشفاء ودخول العناية المركزة وخاصة الوفيات".
وأوضح راين أن تعريف الصين لوفيات الوباء يحتسب فقط الحالات التي توفي فيها أشخاص جراء وفاتهم من مشاكل في التنفس بعدما ثبتت إصابتهم بالفيروس، وهذا التغيير في المنهجية يعني أن عددًا كبيرًا من حالات الوفاة غير مدرج على أنه ناجم عن الوباء.
وفي السياق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أمس الأربعاء، "نواصل الطلب من الصين تقديم بيانات بشكل أسرع ومنتظمة وموثوقة حول حالات الاستشفاء والوفيات، بالإضافة إلى تسلسل جيني أكثر اكتمالاً وفي الوقت الفعليّ للفيروس".
وأكّد غيبريسوس أن منظمة الصحة العالمية -التابعة للأمم المتحدة- "قلقة" حيال الوضع في الصين، مشدّدًا على أهمية اللقاح.
ومن جانبها، أشارت مديرة قسم الأوبئة والأمراض المعدية في منظمة الصحة العالمية سيلفي برياند إلى أن الفحص لا يعني تقييد السفر، وقالت "عندما نكون في مرحلة الوباء، يوصى بالبقاء حيث نحن، ومن الأفضل إجراء الاختبار عند المغادرة".
أما المسؤولة التقنية عن إدارة الوباء في المنظمة ماريا فان كيركوف فقالت "لقد تبلّغنا بأكثر من 13 مليون إصابة الشهر الماضي ونعلم أنّ هذا أقلّ من الواقع"، وأضافت أن ما يثير القلق هو ارتفاع عدد حالات الوفاة بنسبة 15% الشهر الماضي.
مخاوف في أوروبا
ومع تتبع أغلب العالم لزيادة حالات الإصابة بالمرض في الصين، يتزايد قلق خبراء الأمراض المعدية من السلالة "أوميكرون إكس.بي.بي.1.5" (XBB.1.5) شديدة العدوى التي شكّلت أكثر من 40% من حالات الإصابة في الولايات المتحدة، وخصوصا في شمال شرق البلاد، وفقا لما أظهرته بيانات رسمية الأسبوع الماضي.
وتراقب منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد من أوميكرون الذي تمّ رصده في 29 دولة حتى الآن، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة.
وكتب وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ على تويتر في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء "نأمل في أن يمر الشتاء علينا قبل أن تنتشر تلك السلالة بيننا… نرصد ما إذا كانت تلك السلالة قد ظهرت في ألمانيا وإلى أي مدى".
فتح الحدود الصينية
وبالرغم من تفشي المرض، أعلنت الصين عن فتح حدودها مع هونغ كونغ يوم الأحد، وذلك للمرة الأولى منذ 3 سنوات.
وقال مكتب شؤون هونغ كونغ ومكاو الصيني في إشعار اليوم الخميس إن إعادة الفتح ستسفر عن استئناف السفر بين المركز المالي والبر الرئيسي دون الحاجة للخضوع للحجر الصحي، لكن ذلك سيتم بطريقة "تدريجية ومنظمة".
واتبعت هونغ كونغ سياسة الصين الصارمة (صفر كوفيد) حتى منتصف عام 2022 عندما بدأت تخفيف بعض القيود، ثم أسقطت جميع قواعد مكافحة المرض لديها الشهر الماضي، فيما عدا وضع الكمامات الذي ظل إلزاميا إلا عند ممارسة الرياضة.