مع الطبيعة المتغيرة باستمرار لفيروس «كورونا»، من الصعب مواكبة أفضل الطرق للاعتناء بالنفس عند الإصابة بالمرض. وحسب تقرير نشره موقع «هاف بوست»، فإن أحد الأمور التي يصعب تحليلها هو ما إذا كان تناول الفيتامينات آمناً عند التعامل مع الفيروس. في مرحلة ما، اعتقد الخبراء أنه قد يكون من غير الآمن تناول مكملات معينة، مثل فيتامين «د»، عند الإصابة، خوفاً من أن يتسبب ذلك في تلف الجهاز المناعي. لكن سرعان ما وجدت الأدلة أن العكس هو الصحيح: قد يساعد فيتامين «د» الأشخاص على التعافي بشكل أكثر سلاسة من التهابات الجهاز التنفسي العلوي نتيجة الإصابة بالفيروس.
كيف تتفاعل الفيتامينات مع عدوى «كورونا»؟
يمكن أن تؤثر الفيتامينات بالتأكيد على جهاز المناعة، ولكن تناولها عند المرض يعتمد على نوع الفيتامين والفيروس الذي أصاب الإنسان، وفقاً لدانا إليس هونيس، اختصاصية التغذية السريرية ومؤلفة كتاب «Recipe for Survival».
على سبيل المثال، من المعروف أن مكملات الحديد يمكن أن تعقد الالتهابات البكتيرية وتسهم في حدوث التهاب لدى بعض المرضى، حسب قول هونيس. أثناء الوباء، نصح بعض خبراء الصحة بعدم «تعزيز جهاز المناعة» عند مقاومة عدوى التهابية مثل «كورونا». ولكن وفقاً لهانا شرودر، اختصاصية الطب العام في جامعة «سونوران»، فمن غير المرجح أن تؤدي الفيتامينات اليومية، بالجرعات المناسبة، إلى تحفيز الاستجابة المناعية بشكل مفرط.
وقالت شرودر: «على الرغم من أنه من المنطقي أن الفيتامينات والمكملات المنشطة للمناعة تبدو وكأنها من المحتمل أن تكون محفزة للغاية، بشكل عام، لا يبدو أن هذا يؤدي إلى المبالغة في رد فعل الجهاز المناعي في معظم الأوقات».
وأوضحت هونز أنه عند تناول جرعات نموذجية، من المحتمل ألا يكون للفيتامينات تأثير ضار على الاستجابة المناعية. وأضافت: «بالنسبة للعديد من الأشخاص، تساعد المكملات الغذائية - مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية والبروبيوتيك - على تحسين وظيفة المناعة عن طريق مكافحة الفيروسات وتقليل الالتهاب». وأشارت إلى أن تناول فيتامين «د» باستمرار له نتائج إيجابية على المصابين بـ«كورونا».
وأشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس «كورونا» الشديد أو تم نقلهم إلى المستشفى بسبب إصابتهم بالعدوى، بشكل عام، لديهم مستويات أقل من فيتامين «د» في دمائهم. وقالت شرودر: «يبدو أن غالبية الأدلة حتى الآن تشير إلى أن فيتامين (د) بحد ذاته لا يقي من كورونا، لكنه يمكن أن يساعد في تقليل شدة الأعراض».