(القبس الكويتية)
صحيح أن الوباء أصاب جميع دول العالم كبيرها وصغيرها، لكن بعض الحكومات وشعوبها تمكنت حتى الآن من كبح جماح التفشي القاتل وتقليل ضرره إلى الحد الأدنى. وألقت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير بعنوان «في التعامل مع كورونا.. على القوى العظمى أن تتعلم من الدول الصغيرة»، الضوء على تجارب ناجحة جداً في التصدي للوباء، كان لافتاً أنه ليس من بينها دولة واحدة كبيرة، والأهم أن من بينها لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية ومالية حادة. واستعرضت «واشنطن بوست» قائمة الدول الناجحة.
جورجيا
مع تفشي كورونا في روسيا المجاورة، تمكنت جورجيا من الحفاظ على هدوئها، إذ لا يتجاوز عدد الحالات فيها 700 حالة و12 وفاة. فالإجراءات الفورية التي اتخذتها من فحص الحرارة في المطارات في أواخر يناير وإيقاف الرحلات الجوية مبكراً، حدت من انتشار الفيروس، ومن المقرر أن يُعاد فتح البلاد أمام حركة السياحة. وكان مواطنوها مستعدين للتضحية وتقبل الإجراءات.
فيتنام
فيتنام حالة شاذة، حتى في قصص النجاح الآسيوية في مواجهة الفيروس، فهي ليست دولة ديموقراطية غنية ولا صغيرة متطورة، لكنها لم تسجل سوى 318 حالة إصابة، من بينها 50 حالة نشطة، ولم تسجل أي تفشٍّ مجتمعي منذ شهر، ولم تسجل حالة وفاة واحدة، وذلك بسبب زيادة عدد الاختبارات وتتبع الحالات المخالطة بسرعة وكفاءة، واستراتيجية التواصل مع قطاعات عريضة من الشعب.
غانا
يخشى الخبراء أن يضرب الوباء مناطق أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بأشرس ما يمكن، لكن بعد ثلاثة أشهر من بدء تفشيه، يبدو أن بعض البلدان الأفريقية أداؤها أفضل من أقرانها في أميركا الشمالية وأوروبا. في غانا، التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، أجرت الحكومة اختبار فيروس كورونا على أكثر من 161 ألف شخص، ولا يفوقها في معدل الاختبارات سوى جنوب أفريقيا. وإجراء الاختبارات على نطاق واسع مكّن غانا من تتبع مصادر تفشي الوباء بفعالية. وقد اتخذت بلدان أفريقية تحركات سريعة، فقد حشدت جنوب أفريقيا آلاف الممرضات لمواجهة الفيروس، في حين سارعت السنغال إلى العمل على مسحات سريعة بكلفة دولار واحد.
كوستاريكا
كانت كوستاريكا أول دولة في أميركا اللاتينية تعلن إصابة مؤكدة بالفيروس، في 6 مارس. وبعد شهرين أو يزيد، بدأ البلد، الذي يبلغ سكانه 5 ملايين نسمة، في الخروج من إغلاق صارم بعد تسجيل أقل من 850 إصابة وعشر وفيات. وذلك بفضل نظام الرعاية الصحية القوي والموحد، وتحركات الحكومة المركزية الفعالة لتوفير الخدمات والدعم.
نيوزيلندا
في 23 مارس، حذرت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، بلدها من أن أمامها 48 ساعة قبل فرض إغلاق من المستوى الرابع، وهو أعلى مستوى ممكن. وقالت حينها: «لدينا 102 حالة الآن، لكن كذلك كانت إيطاليا يوماً ما». وبعد ستة أسابيع، في أواخر أبريل، بدأت نيوزيلندا في تخفيف إجراءاتها، إذ لم يتجاوز العدد 1498 حالة و21 وفاة، واستطاعت لاحقا تصفير الإصابات.